هل تستطيع لمس طرف أنفك بلسانك؟ اكتشف العلاقة النادرة بين هذه القدرة وصحتك في 5 خطوات!

على الرغم من تقدمنا في التواصل اللفظي، إلا أن أهمية اللغة غير اللفظية في تفاعلنا مع الآخرين لا تقل عن أهمية الكلمات، بل قد تفوقها. فالألفاظ قد تحمل معاني مضللة، في حين أن تعابير الوجه أو الأفعال اليدوية تكشف الحقائق المخفية. وليس من قبيل الصدفة أن طور البشر حوالي 43 عضلة في الوجه كجزء من تطورهم.
تُعتبر قدرة الإبلاغ عن المعلومات دون استخدام الصوت أمراً بالغ الأهمية، حيث يوجد عدد هائل من الرموز التي يمكن استخدامها لفهم مغزى إيماءة بسيطة مثل حك الأنف أو رفع الحاجب قليلاً. وقد أدركت الحيوانات البرية هذه الحقيقة جيداً، حيث أن مجرد عرض الأسنان يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل عدوانية من قبل أقرانها.
تعتبر الفم، وبالأخص اللغة، عنصراً أساسياً في اللغة غير اللفظية، حيث تلعب دوراً مهماً في التواصل بجانب التغذية (مع العلم أنه لا ينبغي مضغ الطعام والتحدث في نفس الوقت لأن ذلك قد يكون غير مهذب وينطوي على خطر الاختناق). واللافت أن استخدامنا للغة في مختلف بقاع العالم قد يؤدي إلى تفسيرات مختلفة؛ فبعض الحركات البسيطة مثل إخراج اللسان قد تُعتبر إهانة أو حتى دعوة غير مرغوب فيها.
الحقيقة أن اللسان له تفسيرات متعددة، تتأثر بالمزيد من السياقات الثقافية والاجتماعية. إذ تشير بعض النصوص الدينية، مثل ما ورد في سفر الأمثال 18:21، إلى أن “الحياة والموت تحت سيطرة اللسان”. وعلى الرغم من أن هذه الرؤية قد لا يتفق عليها الجميع، إلا أنه من الواضح أن دور هذا العضو المتحرك مؤثر أكبر مما نعتقد في حياتنا اليومية.
هل يمكنك لمس طرف أنفك بلسانك؟ إذا كان الأمر كذلك، قد يكون لديك حالة نادرة
على الأرجح أنك تتذكر تلك الألعاب التي كانت تُقام في المدارس، حيث يتنافس الطلاب في محاولة تنفيذ حركات غريبة بأجسامهم. ومن المثير أن الأطفال غالباً ما يتحلون بجرأة أكبر من الكبار في تناول هذه الموضوعات. من بين المشاركين، كان غالباً ما يوجد شخص أو اثنان يمكنهم لعق كوعهم، أو آخرين يقومون بعمل انقسام كامل، أو من يستطيعون تشكيل لسانهم بشكل “U”.
بينما يمكن تحسين المرونة العضلية والمفصلية بالتمرين المستمر، فإن العديد من هذه المهارات الجسدية ترتبط بالوراثة. وبالتالي، ليس كل واحد لديه القدرة على القيام بنفس الحركات، وبعض هذه القدرات قد تكون مرتبطة بحالات صحية معينة.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 10% فقط من سكان العالم يستطيعون لمس أنفهم بألسنتهم، هذا طبعاً بين الأفراد الذين لديهم أسنان كاملة، حيث يكون الأمر أسهل بكثير لمن فقدوا الأسنان الأمامية. وهذه القدرة غالباً ما تكون موجودة على مستوى الجينات مثلها مثل العديد من الحركات اللسانية.


تُعرف هذه القدرة على لمس الأنف باللسان في المجال الطبي باسم “علامة غورلين”، تكريماً لطبيب الأمراض Robert J. Gorlin الذي كان أول من أرخ لذلك في أوائل القرن العشرين. يجب عدم الخلط بينه وبين “متلازمة غورلين”، وهي حالة وراثية خطيرة.
كما ذُكر، ليست قدرة شاذة أو تدعو للقلق، بل من الجدير معرفة أن حوالي نصف الأفراد الذين يعانون من “متلازمة إهلرز-داندلوس” يمتلكون هذه القدرة. تتعلق هذه المتلازمة بمجموعة من الاضطرابات الجينية التي تؤثر على الأنسجة الضامة في الجسم, بما يربط بين مختلف الطبقات. إذا كانت هناك شكوك حول إمكانية الإصابة بهذه الحالة، فمن الحكمة زيارة طبيب مختص لتقديم تقييم دقيق.
تجدر الإشارة إلى أن الأعراض المتعلقة بهذه المتلازمة يمكن أن تتباين بشكل كبير، تشمل المفاصل الرخوة، وآلام المفاصل، مرونة الجلد المفرطة، وأعراض أكثر خطورة. ومن الغريب أن البريطاني Garry Turner يحمل أحد أغرب أرقام قياسية في غينيسأكثر بشرة مرونة في العالم، تصل إلى 15.8 سنتيمتر، على الرغم من التحديات المميتة المرتبطة بعيوبه النسيجية.