في مواجهة تهديد جديد: كيف يكافح أطفال أفريقيا ضد El Mpox بفضل دروس COVID-19؟

انتشار فيروس المبوكس في إفريقيا

تسبب الارتفاع المتزايد في حالات العدوى بفيروس المبوكس – المعروف سابقًا باسم جدري القرود – في قلق واسع النطاق بين المنظمات الإنسانية الكبرى في إفريقيا، وبالأخص في بلدان مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي. وتشير التقارير إلى أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا بهذا المرض، رغم أن الدروس المستفادة من جائحة فيروس كورونا تقدم استراتيجيات فعالة للحد من تفشي هذه العدوى.

حالة الوباء في جمهورية الكونغو وبوروندي

حسب أحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، تقترب حالات الإصابة بالفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية من 5600 حالة، حيث يُشكل الأطفال والمراهقون نحو 75% من المصابين. وفي بوروندي المجاورة، سجلت الأرقام أكثر من 1000 حالة، وتُظهر التحليلات أن 60% من المصابين هم من الأطفال والمراهقين، في حين يشكل الأطفال دون سن الخامسة 28% من الحالات.

أسباب ارتفاع الإصابة بين الأطفال

على الرغم من أن فيروس المبوكس يسجل عادة كمشكلة صحية مرتبطة بالعدوى الجنسية، إلا أنه يتضح أن الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضًا للخطر. وقد استعرضت فرنسا بيجين، ممثلة اليونيسف في بوروندي، في حديث لها مع وكالة أوروبا برس، كيف تؤثر الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة في جمهورية الكونغو على الوضع الوبائي في بوروندي.

العوامل المشتركة بين الدولتين

أوضحت بيجين أن العلاقة القريبة بين بوروندي وجمهورية الكونغو تعتبر عاملًا محوريًا في انتشار العدوى. حيث أن الحركة التجارية الكثيفة بين البلدين تسهم في ارتفاع عدد الإصابات. وتضيف أن جمهورية الكونغو هي المركز الرئيسي للوباء، مما يضاعف من القلق في بوروندي.

أهمية الوعي والنظافة

تُظهر الأبحاث أن الأطفال عرضة للإصابة، نظرًا لظروفهم الصحية الحالية التي قد تؤثر على مناعتهم، بالإضافة إلى أن من الصعب عليهم تجنب الاتصال مع الآخرين. وتؤكد بيجين أن الأطفال في الأحياء الفقيرة يميلون للعب مع بعضهم، مما يزيد من خطر العدوى. لذا، من الضروري تعزيز التعليم حول أهمية النظافة الصحية.

الدروس المستفادة من جائحة كورونا

يتم التأكيد من قِبَل المؤسسات الإنسانية، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي، على أن تفشي فيروس المبوكس لا يمكن مقارنته بجائحة فيروس كورونا. إذ أن التركيز في هذه الحالة يتجه نحو حماية الأطفال، بينما يُظهر فيروس المبوكس معدل وفاة أقل بكثير مقارنة بكوفيد-19.

استراتيجيات مماثلة للعلاج والوقاية

رغم الاختلافات، تضيف بيجين أن الإجراءات اللازمة لعلاج المصابين بالمبوكس تتشابه إلى حد ما مع تلك المتعلقة بكوفيد-19، حيث تتطلب جميعها العزل لمدة أسبوعين. كما أن تعزيز الوعي حول غسل اليدين واستخدام المعقمات والوسائل الوقائية يُعتبر ضروريًا لكبح العدوى.

خطط لتوفير اللقاحات والعلاج

تُعتبر التطعيمات إحدى الأدوات الأساسية للحد من انتشار المبوكس. حيث أطلق وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالتعاون مع منظمات دولية، حملة تلقيح في بداية عام 2024 تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر.

دعوة المساعدات الإنسانية في أزمة المبوكس

طلبت اليونيسف مبلغًا يُقدر بـ 58.8 مليون دولار لمواجهة الأزمة المتزايدة لفيروس المبوكس في ست دول أفريقية، بما في ذلك جمهورية الكونغو وبوروندي. يُخصص هذا التمويل للحد من انتشار الفيروس وحماية الأطفال وضمان استمرار الخدمات الحيوية.

خطوات اليونيسف في مواجهة العدوى

يسعى برنامج اليونيسف في بوروندي إلى زيادة الوعي وتعزيز الممارسات الصحية للحد من العدوى. ويتم التركيز على التعاون مع المجتمعات المحلية والسلطات الصحية لنشر هذه الرسالة بفاعلية. كما يتم توفير معدات الحماية للعاملين في المجال الصحي لضمان سلامتهم عند التعامل مع المرضى.

الدعم النفسي للمصابين وعائلاتهم

تولي اليونيسف اهتمامًا خاصًا بتقديم المساعدة النفسية لمن تم تشخيصهم بالمبوكس، حيث أن بعض المرضى، خاصة الأطفال، قد يواجهون تحديات في العودة إلى مجتمعاتهم بعد التعافي بسبب وصمة العار المرتبطة بالمرض. إن تقديم الدعم النفسي يساعد على تخفيف المخاوف والعواطف السلبية الناتجة عن تلك التجارب.

تعزيز النظم الصحية لتفادي الأزمات

تعمل اليونيسف على تعزيز قدرات النظم الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي لتلبية احتياجات المرضى ومنع انهيار الخدمات الصحية التي تعتبر بالفعل ضعيفة. إن قدرة النظام الصحي على التعامل مع حالات المبوكس تعتبر حاسمة في مواجهة هذه الأزمة الصحية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى