“الكيل طفح”.. جعجع: تكتل الجمهورية القوية لن يبقى صامتاً

وخلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب مصلحة الطلاب في حزب “القوات اللبنانية”، والذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب، أشار جعجع إلى أن “أزمة الكهرباء اليوم هي نتيجة مباشرة لوعود كاذبة أطلقها وزراء الطاقة منذ الـ2009 بـ”الكهرباء 24/24″، حيث أوهموا الشعب اللبناني مرارا وتكرارا بأن الكهرباء ستكون متوفرة على مدار الساعة، وبعد فشلهم الذريع استمروا بالكذب والهروب إلى الأمام وانتقلوا إلى نغمة “ما خلونا”، في حين ان الحقيقة هي أن جل ما قام به هؤلاء على أرض الواقع لم يكن سوى فساد مستشر بشكل مطلق، ومحسوبيات وزبائنية وسمسرات أدت إلى إهدار مقدرات الدولة وإغراق البلاد في نهاية المطاف في الظلام الدامس”.
وأعلن جعجع “أن تكتل “الجمهورية القوية” لن يبقى صامتا أمام هذا الوضع المزري”. وكشف “أن التكتل في طور طلب تشكيل لجنةظ تحقيق برلمانية لتحديد المسؤوليات في ما آلت إليه أوضاع الكهرباء في لبنان، كما تقديم اقتراح قانون في أسرع وقت ممكن لإشراك القطاع الخاص في انتاج وبيع الكهرباء.
وأضاف:”إن ما حدث في وزارة الطاقة يتجاوز بمراحل الإخلال الوظيفي المعتاد”، واصفا ما شهده اللبنانيون في السنوات الـ15 الأخيرة في هذا القطاع بأنه يمثل أسوأ نماذج الفساد في إدارة مؤسسات الدولة ومقدراتها”.
وتطرق جعجع إلى محاولات وزير الطاقة والمياه الحالي “صرف الأنظار عن حقيقة الأزمة من خلال نشر أخبار عن استيراد الفيول من الجزائر والعراق”، مدعيا “أن هذه الخطوات ستساهم في حل مشكلة انقطاع الكهرباء، لكن هذه الوعود لا تعدو كونها تكرارا لوعود سابقة لم تحقق أي تغيير”، مشيرا إلى “أن اللبنانيين تعرضوا للخداع على مدى 15 عاما من خلال وعود مماثلة لا تحصى ولا تعد، وعقد مؤتمرات، وضخ أموال طائلة في قطاع الكهرباء، وذلك كله لم يسفر إلا عن هدر مليارات الدولارات وانهيار القطاع بالكامل، وعتمة شملت أنحاء البلاد كافة، ومعاناة مستمرة لشرائح المجتمع اللبناني كلها”.
هذا وأكد جعجع أن “الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من التسويف أو المماطلة”، معتبرًا “أن الحل الجذري الوحيد للأزمة يكمن في إشراك القطاع الخاص في عملية توليد الكهرباء وبيعها، كما هو معمول به في معظم الدول المتحضرة”. وأضاف:” أن أي تأخير أو تعثر في تطبيق هذا الحل سيؤدي إلى إغراق البلاد بالمزيد من الظلام والعجز والآلام”.
وفي ختام كلمته، أكد جعجع أن “الكيل طفح” من هذا المسار المأسوي، مشددا على “أن الوقت قد حان للتحرك العاجل من أجل وضع حد لهذه المعاناة، والانتقال إلى مرحلة جديدة تضمن توفير الكهرباء لجميع اللبنانيين بشكل مستدام، وتحميهم من المزيد من الكوارث الناتجة عن سوء الإدارة والفساد الذي عصف بقطاع الطاقة لما يزيد عن عقد من الزمن”.