(35) عامًا على نوبل “خوسيه ثيلا”

“لكتابته نثر غني ومكثف، يشكّل برحمة مقيدة رؤية صعبة لضعف الإنسان”.. هكذا وصفت جائزة نوبل للآداب حيثيات فوز الأديب والشاعر الإسبانى “كاميلو خوسيه ثيلا” (1916- 2002م) بالجائزة، والتي حلت في العشرين من أكتوبر الجاري الذكرى الـ (35) لفوزه بها (1989م)، وهي السنة التي تلت فوز أديبنا الكبير نجيب محفوظ بها (1988م).
ولـ “خوسيه ثيلا” رواية هي الأشهر في تاريخه – وربما في تاريخ الأدب الإسباني – باسم “عائلة باسكال دوارتي”، والتي حظيت من النشر والرواج والترجمة إلى اللغات الأخرى قدر ما نالته رواية “دون كيشوت” للكاتب الشهير “ثيرفانتيس”.
وقد نبّهت “عائلة باسكال دوارتي” الإنسانية إلى ما تحدثه الحرب – وإن كانت حربًا أهلية- في نفوس البشر من جراح دامية تستعصي على الالتئام، ومآسٍ لا قِبَل للبشر على تحمّلها وتجاوز آثارها المدمرة.
وقد صُنفت الرواية (صدرت عام 1942م) في طليعة التيّار الواقعيّ الاجتماعي والمختصّ بالمشرّدين والمهمّشين في بيئاتهم الدنيا، لا سيما بعد أن تم منعها من جانب سلطة الجنرال “فرانكو”، وهو المنع الذي أتاح للرواية الذيوع والانتشار، علمًا بأن “خوسيه ثيلا” قد قاتل خلال الحرب الأهلية الإسبانية ضمن قوات “فرانكو”، والذي ما لبث أن انتقده بعد ذلك.
وله أيضًا رواية شهيرة أخرى بعنوان “خلية النحل”، علمًا بأن له (16) رواية، و(41) مجموعة قصصية، ومن أبرزها: القفير- المسيح ضد آريزونا- سان كاميليو- اغتيال الخاسر- مكتب الظلمات. ومن المؤسف أن المكتبة العربية لم تنتبه كثيرًا لأهمية كتابات “خوسيه ثيلا”، وهو ما ظهر في ندرة الترجمة لها.