الميغرانيا: كيف تؤثر على حياة 4 ملايين شخص؟ اكتشف الأسباب والحلول

أثر الصداع النصفي على الحياة اليومية

كم مرة شعرت أنك مضطر للتوقف عن ممارسة أنشطتك اليومية لتستلقي في السرير بعد تناول مسكنات الألم، آملاً أن يجلب لك النوم بعض الراحة من الألم الشديد؟ كم من أيام العمل فقدتها بسبب نوبات الصداع النصفي؟ وكيف أثر ذلك على خطط عطلتك؟

يُقدّر أن أكثر من 4 ملايين شخص في إسبانيا يعانون من الصداع النصفي، وإذا كنت واحداً منهم، فأنت على دراية شديدة بتعقيد أعراضه، التي تمثل أكثر من مجرد ألم، إذ قد تترافق مع مشاعر من العصبية، وتنميل في الرقبة، ورؤية غير واضحة، وعطش، وخمول، بل وقد تتولد رغبة في تناول أطعمة معينة.

أهمية الوعي الطبي حول الصداع النصفي

تشير الإحصائيات إلى أن 12% من سكان إسبانيا يعانون من نوبات صداع نصفي، مما يعكس أهمية هذه الحالة ويبرز الحاجة الملحّة لإجراء مزيد من الأبحاث لتحسين جودة حياة المصابين، خاصة النساء، اللواتي يشكلن نسبة مرتفعة تصل إلى 80% من الحالات، خصوصاً في الفئة العمرية بين 20 و40 سنة.

ولذا، يُؤكد الخبراء على ضرورة زيادة الوعي حول هذه الحالة، حيث لا يزال هناك نقص كبير في الفهم العام حولها، وما يرتبط بها من وصمة اجتماعية قد تكون مصدرًا للأذى النفسي، إذ أن الكثير من المرضى يشعرون بالضغط لتكثيف نشاطاتهم عندما تكون النوبات غائبة مما يجعل الآخرين يعتقدون أنها ليست مشكلة بالقوة التي يواجهها المصابون.

هذا ويمثل ما يقرب من 25% من المرضى الذين لم يسبق لهم استشارة طبيب بشأن معاناتهم، دليلاً على هذا التقاعس، حيث يُرجع البعض ذلك إلى اعتبار آلامهم جزءاً طبيعياً من حياتهم اليومية، كما هو الحال في عائلتهم.

الصداع النصفي: حالة تُصيب النساء أكثر من الرجال

تتساءل الكثير من النساء عن سبب تأثير الصداع النصفي عليهن بشكل أكبر. ويشير الكثير من الأطباء إلى العوامل الهرمونية كسبب رئيسي، حيث تتساوى النسب بين الأطفال من الجنسين في بداية حياتهم، ولكن البلوغ وتغير مستويات هرمون الاستروجين يشكلان دورًا محوريًا في زيادة المخاطر، خاصة خلال فترة الإنجاب.

من الأخبار السارة أن “حالة الصداع النصفي تميل للتحسن أو تختفي بعد بلوغ سن اليأس، حيث تتساوى نسبتها بين النساء والرجال،” كما توضح الدكتورة ماريا خوسيه من مصلحة الأعصاب في مستشفى ميغيل سيرفيت.

مراحل أعراض الصداع النصفي

تشمل أعراض الصداع النصفي مجموعة متنوعة من العلامات التي قد تمتد أبعد من الألم ذاته. حيث تنقسم إلى ثلاث مراحل: الأولى تُعرف بـ مرحلة ما قبل النوبة، التي تبدأ قبل 48 ساعة من ظهور الألم، حيث يشعر المريض بأعراض مثل الحساسية للضوء، والخمول، والتهيج، وفقدان التركيز، والرغبة في تناول بعض الأطعمة السكرية.

ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي المرحلة النمطية للصداع، والتي قد يتواجد فيها بالفعل أو لا يتواجد المصاحبة للزهايمر البصري؛ في هذه المرحلة يعاني المريض من ألم حاد قد يرافقه تحسس للضوء والغثيان.

أخيرًا، فإن المرحلة اللاحقة تمتد لما يُقارب 24 ساعة بعد انتهاء الألم، حيث تظهر أعراض مثل التعب والصداع الخفيف واضطرابات النوم وتغيرات المزاج. “الكثير من المرضى يعانون أيضاً من عوارض غير مؤلمة تُعرف بفترة ما بين النوبات،” تضيف الخبيرة.

حالات غير مشخصة تمثل تحديًا

علي الرغم من وضوح أعراض الصداع النصفي، إلا أن هناك ما يقرب من 40% من الحالات في إسبانيا لا تُشخّص، مما يجعل النقص في الفحص الطبي الخطر الأساسي، إذ يؤدي ذلك إلى تدهور الصحة العامة وزيادة أهمية الحالة. تشير الدكتورة ماريا إلى أن هذا يُعد مشكلة كبيرة، إذ أن العديد من المرضى قد لا يحصلون على العلاج الأمثل.

الوصم الاجتماعي وتأثيره

علاوة على ذلك، يعاني مرضى الصداع النصفي من وصم اجتماعي كبير. وفقًا لدراسة، أشار 68.4% من مقدمي الرعاية للمرضى إلى أن حياتهم تتأثر بمعاناة شريكهم، و24.6% من المرضى أفادوا بأنهم فقدوا وظائفهم بسبب الصداع النصفي. بلغ التكاليف السنوية الإجمالية أكثر من 12,000 يورو مع المرضى المزمنين، مما يعكس تأثيرات هذه الحالة الكبرى.

أكثر من 300 نوع من آلام الرأس

يجب أن ندرك أن الصداع النصفي هو أكثر من مجرد آلام رأس عادية. هناك أكثر من 300 نوع مختلف، تُقسم إلى الصداع الأولي والثانوي، حيث يظهر الأول بدون سبب خارجي، بينما يُمكن فهم الثاني كنتيجة لحالة طبية أخرى، من السكتة الدماغية إلى عوامل أخرى بسيطة كقلة النوم.

“الأكثر شيوعًا بين أنواع الصداع هو الصداع التوتري،” توضح الدكتورة ماريا، مشيرة إلى أنه عبارة عن ضغط أو شد في منطقة الرأس والعنق. “برزت العلاقة بين الصداع النصفي وألم المزمن، حيث أن 31.5% من الذين يعانون من ألم مزمن يعانون أيضاً من الصداع النصفي، والذي يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم.” تشمل المعاناة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى