250,000 سبب لإنقاذ الحياة: كيف يمكن لمكافحة التغير المناخي أن تقي أرواحنا؟

تأثير المناخ على الصحة العالمية: حقائق مقلقة
تشير التقديرات إلى أن 24% من إجمالي الوفيات حول العالم ترتبط بقضايا البيئة، ومن المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى إضافة حوالي 250.000 وفاة سنويًا في الفترة بين 2030 و2050. جاءت هذه التصريحات القوية من الدكتورة ماريا لويزا أفيلاغو أغيرو، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال الوطني في سان خوسيه، كوسا ريكيا، ووزيرة الصحة السابقة، خلال مشاركتها في الأيام الدولية الحادية والعشرين لتحديث اللقاحات “بالميس نوز” في ألميريا.
شيء مثير للقلق: علاقة الأمراض المعدية بالتغيرات البيئية
ركزت الدكتورة أفيلاغو أغيرو حديثها على كيفية تأثير التغير المناخي على الأمراض المعدية، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية (WHO) تفيد بأن “31% من حالات تفشي الأمراض المعدية الجديدة مرتبطة بإزالة الغابات“، وأكدت أن ثلاثة من كل أربعة أمراض معدية جديدة، مثل كوفيد-19، لها أصول حيوانية. وأوضحت، “يؤدي تلوث الهواء إلى وفاة سبعة ملايين شخص سنويًا، بينما يتسبب المياه الملوثة في إحداث الأمراض لما يقرب من مليار شخص كل عام”. وأكدت أن “التقليل من آثار التغير المناخي يمكن أن يمنع حدوث 250.000 وفاة سنويًا”.
رؤية شاملة للصحة من منظور “الصحة الواحدة”
نظم هذا اللقاء معهد بالميس للقاحات بدعم من الجمعية الإسبانية للتطعيم (AEV) ومنصة “الصحة الواحدة” ومجتمع الأمراض المعدية للأطفال في أمريكا اللاتينية (SLIPE)، حيث تم تناول موضوع الصحة العامة من منظور “الصحة الواحدة” الذي يجمع بين الصحة البشرية والحيوانية والبيئية. وفي هذا السياق، أشار خورخي جاليفان رودريجيز، المدير العام لجمعية الشركات الوطنية للصحة البيئية (ANECPLA)، إلى أن الصحة العامة تمثل خط الدفاع الأول ضد الأمراض المنقولة بواسطة النواقل.
اللقاح ضد كوفيد-19: التحديات السلبية للأطفال
كان كوفيد-19 أيضًا موضوعًا بارزًا في المناقشات التي جرت في هذا المؤتمر. فقد ذكر خافيير دييز دومينغو، رئيس قسم البحث في اللقاحات في مؤسسة FISABIO في فالنسيا، أن عدد حالات الاستشفاء بسبب كوفيد يفوق حالات الاستشفاء الناجمة عن الإنفلونزا. كما ناقش مرض كوفيد المستمر، قائلاً: “تم إغلاق وحدات العلاج، لكن هذه الحالة معقدة وصعبة التحديد وقد تترك أعراضًا طويلة الأمد.” وبالإشارة إلى أعراض مرض كوفيد المستمر التي تشمل مشكلات في الجهاز العصبي، أشار إلى نتائج دراسة حديثة في الولايات المتحدة أظهرت أن 28% من الأطفال الذين أصيبوا بكوفيد عانوا من الأعراض المستمرة، مثل صعوبة التركيز والأرق وآلام المعدة.
مخاطر جديدة لأمراض القلب بسبب الإنفلونزا
أبرز المؤتمر أيضًا أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا، حيث أكدت الدكتورة مارا غارسيا سانشيز، نائبة المدير العام للوقاية وتعزيز الصحة في دائرة صحة فالنسيا، أن تأثير الإنفلونزا على القلب غالبًا ما يكون غير مدرك للجمهور، “فنسبة مخاطر الإصابة بأزمة قلبية تزيد بمقدار عشرة أضعاف بعد الإصابة بالإنفلونزا”- وأكدت أن الإصابات تنجم عن أكثر من 500,000 حالة وفاة سنوية بسبب الأسباب التنفسية في جميع أنحاء العالم. وبينما تؤثر الإنفلونزا على جميع الفئات العمرية، إلا أن معدلات الوفيات أعلى بين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والأطفال دون الخامسة، الأمر الذي يظهر أهمية التطعيم كوسيلة أكثر فعالية للوقاية.
أهمية تحديث برامج التطعيم في مواجهة التحديات الصحية
كان الاجتماع حول تطورات تقويم التطعيم جزءًا من جلسة حوارية، ترأسها ألفونسو كارمونا مارتينيز، رئيس مجلس أطباء أندلوسيا. وقد تم استعراض التغييرات في برامج التطعيم في إسبانيا، حيث أشار أن كل منطقة تمتلك تقويمة مختلفة. وأكد الحلول النوعية التي تم وضعها لمواجهة الأوبئة، وأشار إلى استخدام الأجسام المضادة الأحادية، التي ساهمت خلال هذا العام في خفض نسبة دخول الأطفال بسبب الانفلونزا بشكل ملحوظ.