هل الاستحمام اليومي صحي أم خطر؟ اكتشف الحقائق المدهشة التي يجب أن تعرفها!

التروتين اليومي وتقنيات الاستحمام

بالتأكيد، إذا كنت تتناول هذا المقال في الصباح الباكر، فقد قمت بالفعل بأخذ دش قبل البدء بقراءته. وإذا كنت تتصفحه في نهاية اليوم مستلقيًا على السرير، فمن المحتمل أنك زرت الحمام مسبقًا. الدش هو جزء أساسي من الروتين اليومي لمعظم الناس، بل ويلجأ البعض إليه مرتين أو أكثر في اليوم، سواء كان ذلك بدافع من الرغبة أو الحاجة.

توازن الاستحمام الجيد

قد يبدو أن الاستحمام بشكل متكرر لا يُشكل مشكلة جدية، لكن من الضروري تحقيق توازن في تلك العادة. تشير الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أهمية ضبط وتيرة الاستحمام وفق نوع البشرة، العمر، ومستوى النشاط البدني لدى الأفراد. كما تحذر مؤسسة “بيل سنا” التابعة للأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية من الدش أكثر من مرة يوميًا، لأنه قد يؤدي لزيادة جفاف البشرة. خلال الاستحمام، تفقد البشرة ما يقرب من 25% من رطوبتها الطبيعية.

آثار الاستحمام المفرط

“أظهرت بعض الدراسات الجديدة أن الاستحمام بشكل متكرر يمكن أن يكون له آثار سلبية، إذ تحتوي البشرة على طبقة واقية من الدهون والبكتيريا المفيدة التي تساعد في الاحتفاظ بالرطوبة وتكوين دفاع ضد العدوى. الاستحمام المتكرر، خاصة مع استخدام الماء الساخن والصابون القاسي الذي لا يتناسب مع درجة حموضة البشرة، يزيل هذه الزيوت الطبيعية، مما ينتج عنه جفاف واحمرار وتهيج. هذا يرفع من مخاطر الإصابة بالتهاب الجلد والحكة وزيادة حساسية البشرة”، توضح إلينا ديل برادو سانز، المسؤولة عن قسم الأمراض الجلدية في مستشفى كيرون في سرقوسة. ومع ذلك، توضح أيضًا أنه “عدم الاستحمام بصفة منتظمة قد يؤدي إلى تراكم العرق، خلايا الجلد الميتة، والبكتيريا، مما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور مشاكل جلدية.”

عادات التنظيف لدى الأطفال

ما هي التوصيات حول عدد مرات الاستحمام للأطفال؟ بالنسبة للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، لا يُعتبر الاستحمام اليومي ضروريًا. يمكن أن تكون النظافة الجيدة لمنطقة الحفاض كافية في هذه المرحلة. ورغم ذلك، تشير طبيبة الأطفال مونتس تيرادو إلى أن “حصة الاستحمام للعديد من الأطفال الرضع يمكن أن تكون مريحة، وليس هناك مانع من إجرائها يوميًا.” ومع بلوغ الأطفال عمر 6 أشهر وما فوق، خاصة عند بدء استكشاف العالم من حولهم، قد يزيد احتياجهم للاستحمام، لكن لا توجد قاعدة ثابتة أو دليل علمي يحدد عدد مرات الاستحمام أسبوعيًا. في النهاية، الأمر يعود إلى تفضيلات الأسرة والعادات المتبعة.

هل يحتاج الشباب والكبار للاستحمام يوميًا؟

مع تقدم العمر، تتغير الاحتياجات وتزداد وتيرة الاستحمام، خاصةً للمراهقين والبالغين النشيطين، حيث يُنصح بالاستحمام يوميًا، لا سيما في حال ممارسة الأنشطة البدنية المكثفة أو ذوي البشرة الدهنية. “لكن إذا لم تكن هناك حاجة واضحة، فقد يكون الاستحمام من 3 إلى 5 مرات في الأسبوع كافيًا للحفاظ على صحة البشرة”، تشرح إلينا ديل برادو سانز.

العناية بالبشرة لدى كبار السن

أما بالنسبة لكبار السن، ما هي التوصيات الخاصة بترتيب الاستحمام؟ يشير الأطباء إلى أن طريقتهم تختلف قليلاً، لأن البشرة لديهم أكثر رقة وجفافًا. تيريزا فيلار، طبيبة مختصة في طب الشيخوخة، تؤكد أن الاستحمام اليومي يُعد الأمثل إذا كانت الحالة الصحية تسمح بذلك. في حالة المرضى الذين يحتاجون لمساعدة الحركة، ينصح بغسلهم في السرير باستخدام منتجات مناسبة لبشرتهم، مع مراعاة استخدام الماء والصابون المحايد، وتجفيف البشرة وترطيبها الكريم يوميًا، لأن الجلد مع التقدم في العمر بحاجة لرعاية خاصة لتفادي الإصابات والجروح.

وبالرغم من أن ذلك يُعتبر الأفضل، غالبًا ما تكون هذه العادة غير متبعة بشكل منتظم، مما يعود لعدة أسباب. واحدة من هذه الأسباب هي الصعوبات الفيزيائية في ارتداء الملابس ودخول الحمام. “يرغب البعض في الاستحمام بمساعدة، ولكنهم قد لا يطلبون المساعدة بسبب الخجل”، توضح فيلار. وفي أوقات أخرى، يكون عدم الاعتياد على الاستحمام بشكل يومي هو السبب. “الجيل الذي يتجاوز عمره 75 عامًا لم يكن معتادًا على روتين الاستحمام اليومي، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة عليهم الآن”، تؤكد الطبيبة.

استنتاجات حول العناية بالبشرة

على العموم، تظل وتيرة الاستحمام مسألة تعتمد على عوامل عديدة، مثل العمر ونوع البشرة ونمط الحياة. من المهم أن نتذكر أن الاعتناء بالبشرة يتطلب توازناً دقيقاً للحفاظ على صحتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى