كيف يساهم تجنب السكر في الألف يوم الأولى من حياة الطفل في حماية صحته: 5 أسرار لتحصينه من السكري وارتفاع الضغط!

أهمية تنظيم استهلاك السكر في المرحلة المبكرة من العمر

الحد من تناول السكر خلال الألف يوم الأولى من حياة الفرد – منذ لحظة الحمل وحتى بلوغ العامين – يمكنه تقليل مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم في مراحل لاحقة من الحياة. جاء ذلك وفقًا لدراسة جديدة أجريت استنادًا إلى نظام غذائي تم تطبيقه في المملكة المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

دراسة تؤكد أثر التغذية المبكرة

استعرضت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة Science دور التغذية في المرحلة المبكرة كعنصر حاسم يؤثر على الصحة على المدى الطويل، حيث أظهرت النتائج أن التغذية الغير ملائمة خلال هذه الفترة يمكن أن تترك آثارًا سلبية على الصحة في مرحلة البلوغ.

التحديات الحالية في استهلاك السكر

على الرغم من التوصيات الغذائية التي تنصح بعدم إدخال السكر في النظام الغذائي للأطفال، إلا أن كثيرًا من الأطفال في الولايات المتحدة يتعرضون لمستويات عالية من السكر من خلال غذاء الأمهات أثناء الحمل، إضافة إلى الرضاعة الطبيعية والأطعمة الخاصة بالأطفال.

نزعة استهلاك السكر بين الأطفال

تشير الأبحاث إلى أن أغلب الرضع والأطفال الصغار يستهلكون أطعمة ومشروبات تحتوي على نسبة عالية من السكر يوميًا، مما يثير الاهتمام حول تأثير هذه العادة الغذائية على الصحة المستقبلية.

تجربة الرشاقة الغذائية في المملكة المتحدة

للاستقصاء عن آثار استهلاك السكر المبكر على الصحة، قامت تاديجا جراكنر من جامعة جنوب كاليفورنيا وفريقها البحثي بدراسة نظام الرشاقة الغذائية الذي تم تطبيقه في المملكة المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية. كانت هذه الفترة من الحياة بمثابة تجربة طبيعية استمرت حتى عام 1953.

نتائج الرشاقة وتأثيرها على الصحة

خلال فترة القيود، كان معدل استهلاك السكر المتاح للمواطنين مشابهًا للتوصيات الغذائية الحالية، بما في ذلك تلك الخاصة بالنساء الحوامل والأطفال. ولكن بعد انتهاء الرشاقة الغذائية، تضاعف استهلاك السكر بشكل كبير وفي فترة زمنية قصيرة.

الدراسة والتأثيرات الطويلة الأجل

استنادًا إلى بيانات من بنك البحوث البريطاني، درس الباحثون صحة الأفراد الذين عايشوا تلك القيود الغذائية وتلك الذين لم يتعرضوا لها. وكشفت النتائج أن الحد من السكر خلال السنوات الأولى من الحياة ساهم بشكل كبير في تحسين الصحة على المدى الطويل.

معطيات مثيرة من البحث

أفادت النتائج بأن الأشخاص الذين وُلِدوا خلال فترة القيود وكانوا مُعرضين لمستويات منخفضة من السكر في سنواتهم الأولى، كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 35% وبضغط الدم المرتفع بنسبة 20%. كما أن بداية ظهور هذه الأمراض في البالغين تأخرت بحوالي 4 و2 سنوات على التوالي.

تأثيرات إضافية على صحة الأجيال القادمة

كان التأثير الوقائي أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين تعرضوا لقيود السكر في فترة الحمل وكذلك بعد الولادة، حيث مثّل التعرض في الرحم حوالي ثلث الانخفاض في خطر الإصابة. علاوة على ذلك، ازدادت هذه الفوائد بعد 6 أشهر من ولادة الطفل، ويرجع ذلك ربما إلى إدخال الأطعمة الصلبة في نظامه الغذائي.

آراء الخبراء في التغذية

يرى الباحث في CIBERObn، خيسوس فرانشيسكو غارسيا غافيلا، أن هذه النتائج تدعم توصيات سابقة تؤكد أهمية تجنب السكر المضاف خلال فترة الحمل، وتأخير الاستهلاك في مرحلة الطفولة المبكرة لأطول فترة ممكنة. ومع ذلك، يشير إلى أن هذه الدراسة تعتمد على معلومات ذاتية وقد تقتصر على عينة ولدت في فترة معينة.

توصيات حول التغذية الصحية

من جهته، يؤكد رافائيل أوريالدي، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة كومبلوتنس، أن الدراسة تُعزز ما أظهرته دراسات سابقة حول ضرورة عدم إدخال السكر المضاف أو السكر المضاف من أي مصدر في الألف يوم الأولى. وأختتم بشدّة على أن هذه القيود تساهم في تقليل زيادة الوزن وزيادة الأمراض المرتبطة بالسمنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى