بعد السكتة الدماغية: 5 دروس حياتية من تجربة حب لا يُنسى

الحلم المستمر لجوسيه لويس

مدخل إلى عالم الذاكرة

سيشهد العام المقبل لحظة مميزة لجوسيه لويس سوبرانو، عندما يحصل على الشهادة الذهبية التي يمنحها نادي ريال سرقسطة لمشجعيه المخلصين الذين يكملون نصف قرن في دعم الفريق. كانت انطلاقته مع النادي بفضل والده، وعاش لحظات تاريخية مع الفريق الأبيض، خاصة تلك التي شهدت تألقهم في كأس الكؤوس الأوروبية. اليوم، تنتقل هذه الشغف إلى الجيل الجديد، إذ تمكن من تسجيل حفيدته مارتينا لمشجعي النادي وهي لا تزال في عامها الثاني، لتستمر هذه السلسلة العائلية من الدعم.

لحظات مؤثرة تستذكر الماضي

يتذكر جوسيه لويس الأوقات التي قضّاها في الملاعب مع عائلته وسط العواطف المتزاحمة، بحيث يصبح الكلام صعبًا في لحظات الذاكرة. يخلط بين الكلمات أحيانًا، إذ يستخدم “باب” بدلاً من “عشب” وعندما يتذكر الأهداف، يشدد على حظوظ تسجيلها. بالطبع، ارتبطت أيضًا بالكثير من المشاعر، خاصة بعد الوعكة الصحية القاسية التي تعرض لها منذ عام، عندما أصيب بسكتة دماغية.

التحديات بعد السكتة الدماغية

في الثاني من أكتوبر 2024، بينما كان يخضع لجلسة طبية، تفاجأ بظهور أعراض سكتة دماغية (AIT) بعد شعوره بالتوعك لفترة. كان قد زار ابنته وعائلتها في لوجرون قبل أيام، وعاد إلى المنزل لمواجهة ما هو أخطر. يقول جوسيه لويس، “كانت لحظات صعبة للغاية، فقد كانت الإصابة خطيرة”. مكث في وحدة العناية المركزة لأربعة أيام دون أن يدرك ما يحدث.

الشريكة الداعمة

تيريزا، زوجته ورفيقة دربه لأكثر من أربعين عامًا، أصبحت اليوم تترجم أفكاره وكلماته المفقودة. دربت نفسها على فهم إشاراته، وفي العديد من اللحظات الصعبة يتجه نحوها نظرًا لثقته في قدرتها على إكمال الجمل. بينما يقول، “لم أنسَ أن زوجتي هي سعادتي”، يشير إلى أصدقائه الذين لم يغبوا عن ذاكرته، وخاصة اثنين منهم، خوسيه مانويل وخوسيه أنطونيو.

استعادة القدرة على الحياة

تتولى تيريزا دور المتحدثة عنه في لحظات الضياع الذهني، لكنها لا تعتبر نفسها معجزة، إذ تخطئ أحيانًا في علاج الأمور. بعد فترة واحدة من العلاج والمشاركة في دروس اللغة، بدأ جوسيه بالاستمتاع مجددًا بالأنشطة اليومية التي أحبها. تختلف الأمور، لكنه لا يزال يتذكر اللحظات السعيدة مع أصدقائه من مجموعاته المسرحية، على الرغم من صعوبة استذكار الأسماء.

طموحات جديدة وآمال مؤجلة

تجديد الحياة اليومية كان هدفًا رئيسيًا لهذه الأسرة، حيث ضمنت تيريزا عودته إلى نمط الحياة الذي اعتاد عليه. “أنا أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سأقول فيه للطبيب إنني على ما يرام”، يقول جوسيه بتصميم واضح. طموحاته تتزايد، فهو يتوق لرؤية حفيدته مجددًا، والقيادة، والركض في الشوارع كما كان يفعل سابقًا.

الابتسامة في خضم النضال

مما لا شك فيه، إن الأمور ليست كما كانت، لكن روح جوسيه تبقى متقدة وصامدة. شغفه بالقراءة والتعلم لم يتلاشى، بل ازداد رغبةً في استعادة كل ما فقده. كل شيء يتجه نحو التحسن، ونتمنى أن يصل جوسيه إلى يوم يحقق فيه أحلامه ويشعر بالحرية في تنقلاته، مستعيدًا الذكريات التي شكلت جزءًا منه عبر السنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى