كيف يمكن أن تتضاعف أزمة السمنة عند الأطفال خلال 10 سنوات؟ 5 خطوات لجعلهم يتناولون طعاماً صحياً

# أزمة السمنة لدى الأطفال: تجاهل القضايا الصحية يعرض المستقبل للخطر
عبرت الطبيبة المختصة في طب الأطفال، الأمينة العامة لمجموعة وسائل الإعلام في الجمعية الأرجنتينية لطب الأطفال، عن قلقها حيال الظروف السائدة، مشيرة إلى أن المعلومات الجديدة حول السمنة بين الأطفال ليست مجرد أرقام، بل تعكس مشكلة طبية خطيرة تتطلب الانتباه الفوري.
## واقع السمنة في الأرجنتين
تحتل الأرجنتين المرتبة 11 عالمياً من حيث عدد الأطفال المصابين بالسمنة تحت سن الخامسة، وذلك وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وتشير التقارير إلى أن نسبة السمنة في هذه الفئة العمرية تصل إلى 12.9%، مما يجعلها الأعلى في منطقة الجنوب. هذه الأرقام لا تعكس فقط أزمة صحية حادة، بل تنذر بمستقبل مليء بالأمراض المزمنة والعواطف المضطربة وتكاليف إجتماعية متزايدة.
## إحصائيات مقلقة
أظهرت النتائج الصادمة من المسح الوطني الثاني للتغذية والصحة أن 41.1% من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا يعانون بالفعل من زيادة الوزن أو السمنة. مع الأخذ في الاعتبار توقعات منظمة السمنة العالمية، يمكن أن نرى زيادة بنسبة 100% في سمنة الأطفال بحلول عام 2035.
## أسباب تفشي السمنة
يتفق الأطباء على أن هناك عوامل متعددة تسهم في استمرار مشكلة السمنة بين الأطفال. يُعتبر قلة النشاط البدني نتيجة للوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات أحد العناصر الرئيسية. تُشير الأبحاث إلى أن الكثير من الأطفال يقضون ساعات طويلة في الجلوس، مما يحد من فرصهم في ممارسة النشاط البدني ويزيد من مشاعر القلق.
## التغذية غير السليمة
تُعد الأغذية المعالجة بشكل مفرط التي تحتوي على سكريات ودهون مشبعة هي الغذاء الأساسي للكثير من الأسر. وتفضل غالبية العائلات هذه الخيارات بسبب سهولة الحصول عليها وتكلفتها المنخفضة، رغم أن هذه الأطعمة تؤدي إلى إدمان الأطفال وتوجههم بعيدًا عن الخيارات الصحية.
## التأثيرات النفسية
تجاوزت تداعيات السمنة ما يتعلق بالصحة الجسدية، بحيث ظهرت أمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم في صفوف الأطفال. يواجه العديد من هؤلاء الأطفال مشاكل نفسية مثل قلة الثقة بالنفس والتنمر، مما يزيد من الضغوط النفسية عليهم.
## خطوات يجب اتخاذها
رغم العواقب الخطيرة، تؤكد الخبراء على إمكانية تغيير هذا الاتجاه من خلال اتباع منهج شامل يجمع بين التعليم، والتدخلات الحكومية، والمشاركة المجتمعية. من الضروري أن تظهر الحكومات التزامها تجاه خلق بيئة صحية من خلال تنظيم الدعاية الإعلانية للمواد الغذائية غير الصحية وتطبيق ضرائب على المنتجات السكرية.
## أهمية التربية الغذائية
يجب أن تبدأ الجهود التثقيفية من الألف يوم الأولى في حياة الطفل، مع التركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية وتقديم الأطعمة الصحية. توصي الأطباء أيضاً بضرورة تسليط الضوء على الألعاب والأنشطة البدنية الخارجية كوسيلة لمكافحة السمنة.
## الطرق المثلى لمواجهة التحدي
يحتاج الطفل إلى دعم شامل من الناحية الغذائية والنفسية والاجتماعية. يجب على الأهل والمعلمين والأطباء أن يعملوا معًا لتفهم العلاقة السليمة مع الطعام، وضمان أن يُنظر إلى التغذية كوسيلة لتعزيز الصحة بدلاً من التحكم في الشكل الخارجي.
## دعوة للتحرك
يتطلب التحدي الحالي شراكة حقيقية بين جميع الأطراف المعنية لضمان مستقبل صحي للأطفال. إذ أن استثمار الوقت والجهد الآن سيؤدي إلى تحسين الصحة العامة في المستقبل، ويعزز من الوعي العام بأهمية الحفاظ على صحة سليمة. لنحقق هذا الهدف بالعمل الجماعي والتعاون المستمر.