شو الوضع؟ العدو ينفّذ أعنف الجولات التدميرية قبيل وقف النار المفترض: زنار ناري من الضاحية وبيروت وصولاً إلى البقاع


كأنّه اليوم الأول للعدوان، لا بل أعنف. وكأنَّ إسرائيل تريد تذكير اللبنانيين في اليوم الأخير المفترض للحرب، أنها ستبقى عدوهم الأول والأخير، لا تتميز إلا بالتدمير العبثي والقتل والمجازر الملازمة لتكوينها. فكما في نهاية حرب تموز 2006، نفذت الطائرات رقصة النار الأخيرة، من الضاحية إلى عمق بيروت، وصولاً إلى البقاع.
هو مشهد سوريالي مساء اليوم الثلثاء. فطوابير المواطنين والسيارات ازدحمت بها شوارع العاصمة بيروت من المزرعة إلى النويري وسليم سلام وصولاً إلى الطريق الساحلية، هرباً من الإرتكابات الهمجية. والغارات العنيفة التي نُفذت كزنار نار، كانت بدأت ظهراً على الضاحية الجنوبية بمختلف أحيائها، وامتدت لتطاول النويري والمزرعة وزقاق البلاط في وسط بيروت، وصولاً إلى البقاع في قرى أقضية زحلة وبعلبك والهرمل، حيث سقط المزيد من الشهداء.
القتل والتدمير العبثيين، أراد بهما بنيامين نتنياهو إرهاب اللبنانيين، قبيل كلمته المفترض أن يعلن فيها وقف النار بعد اجتماع الكابينت الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تلي كلمة نتنياهو مواقف أميركية وفرنسية، في الوقت الذي تجتمع فيه حكومة تصريف الأعمال غداً الأربعاء لمناقشة اتفاق وقف النار، وبحث الترتيبات اللاحقة لوقف النار، وأهمها تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب. وعلى خط مواز، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس المقبل، وذلك لدرس واقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال ومنها التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون.

وانتهاء المشهد الدموي الذي رافق اللبنانيين كابوساً منذ شهرين، سيكون فاتحة لمرحلة جديدة في لبنان، تتميز بالتحديات الكبرى. فمن السياسة وإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية، إلى حوار حول كيفية تشكيل منظومة حماية جديدة للبنان، وصولاً إلى تحدي إعادة الإعمار وعدم تحول ذلك "مزراباً" جديداً للسرقة. في هذا الوقت، بدا من الواضح أن صراعاً حول السرديات والروايات وتفسير "الإنتصارات" سيندلع في شكل حاد في لبنان بعد انتهاء الحرب.
الأهم لبنانياً، أنه بعيداً من الصراعات التقليدية العبثية، أن تكون الدولة وبناؤها هما الأساس، وأن يبقى لبنان وحده السقف الجامع، والحامي، بعدما سقطت كل العبارات والمصطلحات أمام قساوة الحقيقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى