أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون: جهود مستشفى قيرون سالود إنفانتا لويزا

يعتبر سرطان القولون والمستقيم من أهم المشكلات الصحية التي تؤرق المجتمع الإسباني، حيث تشير المعلومات الحديثة إلى أن هذه الحالة أصبحت من الأسباب الرئيسية للوفيات في مدينة إشبيلية، خاصة مع الزيادة الملحوظة في عدد الحالات المسجلة خلال عام 2024. حسب تقرير المعهد الوطني للإحصاء، يحتل هذا النوع من السرطان المرتبة الثانية كأكثر أنواع السرطان فتكًا في المدينة.

خطورة العوامل المساهمة في زيادة الإصابة بالسرطان

أكد الدكتور فرانسيسكو خافيير روميرو، رئيس قسم الجهاز الهضمي والتنظير في مستشفى قيرون سالود إنفانتا لويزا، على أن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تلعب دورًا مركزيًا في زيادة حالات سرطان القولون. وتتمثل هذه العوامل في أنماط الحياة غير الصحية مثل تناول وجبات غذائية تعتمد على الدهون وقليلة الألياف، بالإضافة إلى السمنة وقلة النشاط البدني، وكذلك العادات السيئة مثل التدخين وتناول الكحول، إلى جانب التاريخ العائلي للشخص.

الكشف المبكر: أداة حيوية للحد من الوفيات

يشدد المختصون على أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون، حيث يمكن أن يسهم البرنامج الوطني للكشف السكاني في تقليل الوفيات بشكل ملحوظ. ويعتبر هذا السرطان وحيدًا من بين الأنواع التي يمكن الوقاية منها بشكل فعال. وفقًا لروميرو، يحدث مرض سرطان القولون بشكل تدريجي؛ إذ يتشكل من زوائد تنمو وتتحول إلى أورام بعد سنوات من تطورها.

استراتيجيات الكشف المبكر: أدوات فعالة

يسعى برنامج الكشف المبكر إلى تلك الفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث يُركز على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عامًا والذين لا تظهر عليهم أي أعراض. ومن بين الطرق المتبعة في الكشف، يأتي اختبار وجود الدم الخفي في البراز (TSOH) كطريقة غير غازية، على الرغم من أنه قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في بعض الأحيان، مما يستدعي إجراء تنظير القولون للتأكيد.

التنظير: الأكثر دقة للكشف

تُعتبر تقنية التنظير المعوي هي الأكثر موثوقية في تحديد وجود الأورام والزوائد السرطانية، حيث تسمح برؤية مظهر القولون الداخلي وإزالة أي تكوينات قد تُهدد صحة المريض على الفور.

التوصيات العامة للكشف والوقاية

يوصى الخبراء أن تكون المراقبة دورية، خاصةً للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان القولون أو وجود أمراض مزمنة في الأمعاء. كلما تم الاكتشاف مبكرًا، زادت فرص النجاح في العلاج، كما أن الإنجاز في تقليل الوفيات من هذا المرض يعتمد بشكل كبير على الوعي المجتمعي.

دعوة للمشاركة: برنامج الكشف المبكر

في إطار الجهود المبذولة للتوعية، أطلق مستشفى قيرون سالود إنفانتا لويزا برنامجًا خاصًا يدعو الأفراد الأصحاء بين 50 و75 عامًا لإجراء تنظير القولون إذا لم يخضعوا لأي فحوصات سابقة في الأربع سنوات الأخيرة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الكشف المبكر وتحسين النتائج الصحية.

تستمر الحملات لتشجيع الجمهور على الانتباه لأهمية الكشف المبكر, إذ يمكن أن تسهم هذه الفحوصات في إنقاذ العديد من الأرواح. بمزيد من الوعي والالتزام، يمكن أن نستطيع مواجهة سرطان القولون بشكل أكثر فعالية وتقليل أثره على المجتمع.