كم من الوقت يحتاج المدخن لاستعادة صحة رئتيه بعد ترك التدخين؟ اكتشف الأرقام المفاجئة!

تأثير التدخين على الرئتين: المخاطر والتعافي
الأضرار الدائمة للتدخين
يمثل تأثير التدخين على الرئتين موضوعًا حيويًا في الطب الحديث، حيث تظهر آثار هذا السلوك الضار بشكل واضح بعد فترة طويلة من الاستخدام. الدخان الناتج عن السجائر يسبب أضرارًا دائمة في بنية الرئتين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة والانتفاخ الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المزمن. وتعاني الرئتان، التي تتمتع بهيكل دقيق، من ضعف في إمكانية التجدد مقارنةً ببعض الأعضاء الأخرى. وبمجرد حدوث مستوى معين من الضرر، تكون العواقب irreversible.
التعافي بعد التوقف عن التدخين
عند الإقلاع عن التدخين، يبدأ الجسم عملية تطهير تدريجي من السموم التي يحتويها التبغ. وبحسب تقرير من ميديكال توداي، يُشير إلى أن تحسين الوظائف الرئوية يبدأ بعد مضي شهر على الابتعاد عن السجائر، حيث تبدأ الشعب الهوائية بالفوران وتقلل من الالتهابات، مما يسهل التنفس.
بعد مرور عام على التوقف عن التدخين، يتقلص خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف، بينما تستمر الرئتان في تحسين قدرتهما على الأداء، رغم عدم استعادة كامل القوة السابقة. بالنسبة لأصحاب الأمراض الرئوية المزمنة مثل المرض الرئوي الانسدادي المزمن (COPD)، يمكن أن يؤدي التوقف عن التدخين إلى إبطاء تقدم المرض والتقليل من فترات النوبات الحادة. ومع ذلك، فإن الأضرار الخطيرة مثل الانتفاخ الرئوي لا يمكن تعويضها.
المسار نحو التعافي طويل الأمد
تستمر عملية شفاء الرئتين بشكل مستمر لعدة سنوات بعد الإقلاع عن التدخين، لكن تكون الفوائد أكثر وضوحًا خلال السنوات الخمس الأولى. وبالرغم من أن أعراض التدخين قد تظل موجودة، إلا أن تحسين الوظائف الرئوية والتقليل من مخاطر الأمراض التنفسية الخطيرة يبقى قائمًا. على المدى الطويل، قد يزيد التوقف عن التبغ من متوسط العمر المتوقع، وبالتالي، فإن المفتاح هو الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن.
آثار التدخين على الجهاز المناعي
كما أشار البروفيسور نيك هوبكنسون، أخصائي أمراض الرئة في مستشفى رويال برومبتون بلندن، فإن أثر التدخين على الرئتين يصبح غير قابل للإصلاح بعد مرور عشرة أعوام من الاستخدام. حيث تُنتج عملية التدخين التهاباً مزمناً وزيادة في إفراز المخاط، مما يؤثر سلباً على سلوك خلايا الرئة ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بعدوى مثل الالتهاب الرئوي.
ورغم أن الضرر الناتج عن التدخين لا يمكن إزالته بالكامل، فإن ترك العادة يسمح لجهاز المناعة باستعادة بعض من فعالياته، مما يقلل من الالتهابات في الرئتين، رغم وجود الندوب الناتجة عن دخان السجائر.
تأثير التدخين على الميكروبيوم الرئوي
أحد الجوانب الأقل شهرة هو تأثير التدخين على الميكروبيوم الرئوي. حيث أشار البروفيسور ويليام كوكسون، أستاذ الطب الجينومي في معهد لندن للقلب والرئتين، إلى أن التدخين يغير تركيب المجتمع البكتيري في الرئتين، مما يسهل غزو مسببات الأمراض مثل المكورات العقدية، والتي تعد من المسببات الرئيسية للعدوى الرئوية. كما أن هذا التغيير في الميكروبيوم يعرض المدخنين السابقين لمزيد من العدوى التنفسية المزمنة.
التدمير التدريجي للمسالك الهوائية
التوقيت الذي يتحول فيه الضرر الرئوي إلى دائمي يعتمد على كمية التبغ المستهلكة لمدة طويلة. يوضح الدكتور ماهر كرم-هاغ، خبير علاج التبغ في مركز MD Anderson، أن تدمير الحويصلات الهوائية، المسؤولة عن تبادل الأكسجين، يبدأ في وقت مبكر من بداية تدخين السجائر. يقول الدكتور كرم-هاغ: “ليس النيكوتين هو ما يسبب الضرر في الرئتين، بل القطران، وهي مادة لزجة تتشكل عندما تتفاعل المواد الكيميائية في السجائر عند الحرق”.
أهمية التحول نحو حياة صحية
على الرغم من أن الرئتين لا يمكنها تجديد الأنسجة المفقودة، فقد أظهرت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين يُحسن من الأداء الوظيفي ويساعد في تقليل الأعراض. وفقًا لتقرير صادر عن أورلاندو هيلث، يبدأ الجسم في طرد أول أكسيد الكربون والمواد السامة الأخرى، مما يؤدي إلى تحسين مستويات الأكسجين وتنظيم عملية التنفس.
تعزيز وظيفة الرئتين من خلال نمط حياة صحي
يوضح الدكتور كرم-هاغ في مقابلة مع موقع MD Anderson Cancer Center أنه رغم عدم القدرة على استعادة الرئتين لشكلها الكامل، إلا أنه بالإمكان تحسين الأداء الوظيفي من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي.