العراق على مفترق طرق.. هل يشهد مرحلة جديدة من التغيير؟

يعيش العراق، لحظة حساسة قد تكون مقدمة لتحولات كبرى، وقد كشفت زيارة وزير الدفاع العراقي، ثابت محمد سعيد العباسي، إلى قاطع عمليات غرب نينوى والشريط الحدودي مع سوريا، قلق الحكومة العراقية من التحديات الأمنية التي تمتد جذورها إلى النزاعات الإقليمية والدولية.
كما يواجه العراق ضغوطًا متزايدة من الأطراف الخارجية، ما يجعل العديد من التساؤلات تُثار حول مدى قدرة الحكومة العراقية على الحفاظ على توازنها وسط تجاذبات تهدد بفرض تغييرات جذرية على المشهد السياسي؟
على الرغم من أن سياسة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، «المركّبة» تجاه العراق، التي تركز على الحفاظ على الوجود الأميركي في العراق تحت مزاعم مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، تبدو هذه السياسة وكأنها محاولة لاحتواء الوضع بشكل مؤقت، دون معالجة جذرية للصراعات القائمة.
إضافة إلى تصاعد النفوذ الإيراني في العراق، من جهة، وغياب رؤية أميركية واضحة طويلة المدى، من جهة أخرى، قد يفتح الباب أمام تطورات مفاجئة قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي العراقي بما يتجاوز التوقعات الحالية.
ومع عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، قد نشهد تحولات دراماتيكية في العلاقة الأميركية – العراقية، فخطط ترامب المعلنة للتصدي لإيران من خلال منع تهريب النفط واستغلال النظام المصرفي العراقي تشير إلى أن العراق سيكون في قلب المواجهة الإقليمية القادمة.
وإذا نفذ ترامب تهديداته، فقد يدفع ذلك باتجاه تغييرات جوهرية في ديناميكيات السلطة داخل العراق، سواء عبر تقليص نفوذ الفصائل المدعومة من إيران أو عبر تحفيز تحركات داخلية لتقليل الاعتماد على القوى الخارجية.