العلماء يكشفون: 5 أسرار مذهلة عن الأمعاء التي تعيد تشكيل فهمنا لجسم الإنسان!

مسيرة مهنية مثمرة في علم الأحياء

في قلب معهد وايزمان، أحد أبرز المراكز العلمية في العالم، يقع في مدينة رحوفت، إسرائيل، يعمل عالم بارز يدعى موشيه بيتون، الذي يساهم في تغيير فهمنا للبيولوجيا الخلوية. بالرغم من تواضعه، إلا أن أبحاثه تُحدِث تأثيرًا عميقًا في مجالات المناعة وبيولوجيا الخلايا، حيث تكشف دراساته المتوالية عن أسرار الأمعاء البشرية.

الأمعاء: أكثر من مجرد جهاز هضمي

قد يُظهر هذا العضو كأنه يقتصر على وظيفة هضم الطعام فقط، لكن بيتون يؤكد بأنه يمثل “عالمًا بحد ذاته”، مُشددًا على تعقيداته والعلاقات الخلوية التي يحتفظ بها، والتي قد تكون مفاتيح لفهم العديد من الأمراض. وفي حديثه مع إنفوبا، أضاف: “الأمعاء تُعد مركز جسمنا لأنها تعبير عن الإشارات إلى باقي الأعضاء وتنظم ما يدخل ويخرج”.

من الشغف الأكاديمي إلى الاكتشافات الرائدة

وُلد بيتون في تل أبيب، القريبة من مركز عمله الحالي، وحصل على درجة البكاليوس في البيولوجيا الجزيئية من جامعة بار إيلان ثم أكمل دراسته للدكتوراه في علم المناعة وبحوث السرطان في الجامعة العبرية بعام 2012. نالت رسالته التي تناولت دور الميرناك (“الميكرو RNA”) في الأمعاء اهتمامًا بالغًا، حيث تمثل نتائجه آفاقًا جديدة لاستراتيجيات العلاج للأمراض.

الأبحاث المبتكرة والمنشورات الرائدة

أبحاثه ظهرت في مجلات علمية مرموقة مثل Science وCell وNature، مما جعله واحدًا من الشخصيات المحورية في مجال البحث البيولوجي الحالي. يدير بيتون مختبره في معهد وايزمان حيث يتضمن فريقه دراسات متعمقة حول الخلايا الجذعية المعوية التي تلعب دورًا حيويًا في تجديد الخلايا وتعمل كحراس ضد المؤثرات السلبية.

دور الخلايا الجذعية في المناعة

في أبحاثه، يكشف بيتون كيفية التواصل بين خلايا الأمعاء الجذعية و الخلايا التائية في جهاز المناعة، وينوه بأن هذه التفاعلات ضرورية لمكافحة العدوى، مما قد يكون المفتاح لفهم الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض الأمعاء الالتهابية.

التقدم في علم الأحياء

لفترة طويلة، كان هناك جهل بالجوانب الدقيقة لتفاعل هذه الخلايا مع الجهاز المناعي. فقبل أن يتمكن مجموعة من العلماء في عام 2014 من إجراء تسلسل الحمض النووي الريبي للخلايا الفردية، كانت الأمور تقتصر على مشهد عام للأمعاء.

مشروع خريطة الخلايا البشرية

يعد بيتون عنصرًا أساسيًا في مشروع خريطة الخلايا البشرية، الذي يجمع علماء من كافة أنحاء العالم، والذي أتم دراسة أكثر من 100 مليون خلية في جسم الإنسان على مدار ثماني سنوات. وقد تم نشر نتائجه مؤخرًا في حوالي 40 مقالة بمواقع علمية وطنية مثل Nature Medicine، والتي تؤكد على أهمية المشروع في فهم الأمراض وعلاجها.

العلاج الشخصي: مستقبل الطب

من خلال دمج البيانات حول الجهاز المناعي والميكروبيوم الخاص بالمرضى، يُمكن استخدام نماذج الأمعاء التي تم إنشاؤها في المختبر لدراسة هذه التفاعلات بشكل أدق. هذا الأمر يمثل خطوة نحو تحسين الخيارات العلاجية وفقًا لخصائص كل مريض على حدة.

سعي نحو تحسين الصحة العامة

من خلال التعاون الدولي والمشاركة في الأبحاث، يأمل بيتون وفريقه في توسيع الفهم حول العلاقات المعقدة بين الميكروبيوم والجهاز المناعي والخلايا الجذعية المعوية، مما يمهد لمجموعة من العلاجات المبنية على الخصوصية البيولوجية لكل مريض.

في ضوء ذلك، استطاع علم الأحياء الخلوية تحديث الطريقة التي نرى بها الأمراض، مهيئًا الطريق لعقاقير جديدة وأفضل في معالجة الأمراض المزمنة والسرطانية، ليس فقط من خلال استكشاف علوم أساسية، بل أيضًا من خلال دعم الابتكارات العلاجية المتخصصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى