الحياء والخجل

يُعَد الحياء شعبةً من شُعب الإيمان، فالحياء مطلوب في كل تصرف يسلكه الإنسان لأنه دليل على إيمان العبد، فالحياء هو حياء البصر والسمع واللسان والبطن وما حوى عن كل ما حرَّم الله سبحانه وتعالى، كما أن جميع الرسالات السماوية أوصت بالحياء.
كما أن الإنسان مع حيائه يظل في المجتمع متفاعلاً بشكل مقبول اجتماعيًّا وفي دراسته وعمله وواثقًا من ذاته دون غرور أو خوف.
ولكن قد نجد بعضَ الأفراد ينعزلون إراديًّا عن الآخرين لخوفهم من رد فعلهم أو لقصور ثقتهم بأنفسهم، وللأسف بعض الأفراد يعتقدون أن هذا من الحياء، ولكن الحقيقة هي أن هذا الانعزال الإرادي يُطلَق عليه (الخجل الاجتماعي).
فالفارق كبير بين الحياء والخجل، ويكمن أساسه في أن الحياء هو التعامل العادي مع الآخرين في إطار مقبول دينيًّا واجتماعيًّا بما يرضي الله والحياء من فعل ما يُغضبه.
لكن الخجل هو في أساسه خوف من رد فعل الآخرين نتيجة لقصور الثقة بالنفس، فيختار الإنسان بإرادته أن ينعزل ليتجنب المشاعر السلبية التي قد يشعر بها من جرَّاء قلقه من تعليقات الآخرين ويهرب إلى الانعزال، وهذا ليس من الحياء، بل هو خجل مرضي.
كيف يمكن الحفاظ على الحياء والوقاية من الخجل؟