الديار: معركة إسقاط سوريا تُهدّد المنطقة… والجيش اللبناني يُعزز حضوره لحماية الحدود

+
–
كتبت صحيفة الديار تقول: تتسارع التطورات الخطيرة المتصاعدة للهجوم المنظم والمدروس، الذي نفذته وتنفذه «هيئة تحرير الشام» الارهابية والفصائل الملحقة بها، باوامر ودعم تركي مباشر، ورعاية اميركية وبصمات «اسرائيلية» مباشرة وواضحة.
وتؤكد الوقائع منذ بدء المعركة، ان ما يجري يهدف الى اسقاط الدولة السورية بكل مقوماتها، وتقسيمها وضرب دورها الحاضن والداعم للمقاومة ونهج المقاومة، في مواجهة العدو «الاسرائيلي» ومخطط «الشرق الاوسط الجديد»، الذي بشر به رئيس حكومة العدو نتنياهو من على منبر الامم المتحدة.
وبات واضحا ان هذه المعركة الكبيرة، قد خطط لها بعناية منذ فترة غير قصيرة، ونفذت في توقيت مدروس، لتحقيق اهداف عديدة ترتبط بما يريده المثلث التركي – الاميركي – «الاسرائيلي». وتهدد هذه المعركة على سوريا بادوات متطرفة وارهابية المنطقة باسرها، لان استمرار اشتعالها لا بد ان يتمدد الى بلدان اخرى.
وقد كشف الرئيس التركي اردوغان اول من امس بكل وضوح عن اهدافه في تجنيد هذا الهجوم على سوريا، بادوات وفصائل تحت عنوان المعارضة السورية، داعيا الى الهجوم على دمشق بعد حلب وحماه.
ولم تخف الادارة الاميركية على لسان مسؤوليها اهدافها ضد الرئيس الاسد ودور سوريا، مركزة على اضعاف محور المقاومة ونفوذ ايران في المنطقة، وقطع الطريق على تسليح حزب الله عبر سوريا.
واعرب الرئيس الاميركي المنتخب ترامب عن ارتياحه لما يجري في سوريا، وقال « يبدو ان الاسد ربما يكون مجبرا على الخروج، وقد يكون هذا افضل شيء يمكن ان يحدث».
وتتشارك «اسرائيل» اميركا في هذا الهدف، ويعلن قياداتها دعواتهم للتخلص من الرئيس الاسد والنظام السوري. ويأتي هجوم «هيئة تحرير الشام» بعد وقف النار في لبنان، وتهديد نتنياهو العلني للاسد وعدم اللعب بالنار.
وقد واصل مسلحو «هيئة تحرير الشام» والمجموعات الملحقة بها هجومهم على مناطق سورية مختلفة، وسيطروا على درعا والسويداء والقنيطرة وبلدات في ريف دمشق، فيما اعاد الجيش السوري انتشاره في المناطق المؤدية الى العاصمة، وعزز دفاعاته في حمص.
مرجع بارز : لتحصين لبنان
وانتخاب رئيس جامع
وفي ظل ما يجري في سوريا، نقلت مصادر مطلعة لـ«الديار»عن مرجع بارز امس، ان المطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى تحصين لبنان من المخاطر المحدقة بالمنطقة، وان ما يرسم من خطط وغيرها، يفترض من الجميع التمسك بتنفيذ اتفاق وقف النار ودعم الجيش اللبناني، والتعاون لانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويحظى باجماعهم.
الجيش جاهز لحماية
الحدود الشرقية والشمالية
وفي ظل هذه التطورات ومخاطرها على لبنان ارسل الجيش اللبناني تعزيزات الى الحدود الشمالية والشرقية، وأبلغ قائد الجيش العماد جوزف عون مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها في ثكنة بنوا بركات في صور امس، ان هذه التعزيزات بالعديد والعتاد هي لحماية الحدود.
خطة انتشار الجيش جنوبي الليطاني
واطلع مجلس الوزراء على الخطة المفصلة لانتشار الجيش جنوبي الليطاني، في اطار تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، ووافق على الخطة التي احيطت بالسرية.
وتتضمن هذ الخطة انتشار الجيش على مراحل، وتعتمد على جدول زمني مرتبط بآلية تنفيذ الاتفاق، بالتعاوان مع قوات اليونيفيل، ووفق جدول انسحاب القوات «الاسرائيلية» خلال الفترة الباقية من الستين يوما.
واكد المجلس على الثقة التامة بالمؤسسة العسكرية، وتبلغ من العماد عون ان مساعدات ستأتي قريبا للجيش، اعتبارا من الاسبوع المقبل.
حزب الله و«امل» :
ثقة وتعاون مع الجيش
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا والمسؤول الامني في حركة «امل» احمد بعلبكي اكدا خلال زيارتهما للعماد عون في اليرزة، التعاون والدعم الكاملين للجيش في مهامه وعمله على كل المستويات.وقالت مصادر مطلعة ان اجواء اللقاء كانت ايجابية للغاية، وان صفا وبعلبكي اكدا ايضا ان الجيش يحظى بالثقة الكاملة، ويلقى كل الدعم على مستوى الحزب والحركة وعلى المستوى الشعبي في الجنوب.
«اللجنة الخماسية» تجتمع
الثلثاء في الناقورة
ومن المنتظر ان تعقد «اللجنة الخماسية» يوم الثلثاء في الناقورة اول اجتماع لها للبدء بمهامها لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف النار. وقال مصدر وزاري لـ «الديار» ان لبنان يأمل من اللجنة اولا وقف الخروقات والاعتداءات «الاسرائيلية» المستمرة، وان الرئيس ميقاتي اكد لعضوي اللجنة الاميركي والفرنسي ان هذه الانتهاكات غير مقبولة تماما، وانه يجب وقفها فورا، املا في ان تضع اللجنة هذا الموضوع على رأس جدولها.
واضاف المصدر ان هذه الخروقات تشمل تحليق الطيران الحربي والمسير، ووقف استهداف المواطنين اللبنانيين وتفجير المنازل وتجريف الاراضي والمزروعات وغيرها.
وكان ميقاتي اكد في مستهل جلسة مجلس الوزراء «ان القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل، هو الاساس لوقف اطلاق النار، وانسحاب العدو من ارضنا المحتلة، ونحن على بعد كيلومترات من منطقة العمليات المتواصلة لجيش العدو وخروقاته المتتالية للاتفاق. كما اننا على مقربة من موقع اجتماعات اللجنة الامنية المكلفة مراقبة تنفيذ الترتيبات، التي تم التوافق عليها بضمانة اميركية وفرنسية».
حركة ناشطة لانجاح
جلسة 9 كانون الثاني
على صعيد آخر، يشهد الاسبوع المقبل مزيدا من اللقاءات والاتصالات، في اطار محاولة الوصول الى قواسم مشتركة تنتج توافقا واسعا على مواصفات وشخص رئيس الجمهورية، قبل جلسة 9 كانون الثاني، لا سيما في ظل تأكيدات الرئيس بري المتتالية على عقدها في موعدها من اجل انتخاب رئيس الجمهورية.
مصادر عين التينة:
الفرصة كافية للتوافق
وقالت مصادر عين التينة لـ«الديار» امس، ان الفترة التي اعطاها الرئيس بري قبل الجلسة، هي فترة كافية لتحقيق التوافق وانتخاب رئيس الجمهورية، وانه سعى وسيسعى لتحقيق هذا الهدف، وان الجميع امام مسؤولياتهم لانجاح هذه الجلسة.
واضافت المصادر «ان التطورات في سوريا وتداعياتها الخطيرة على المنطقة ومنها لبنان، تفترض تحصين لبنان ووجود رئيس للجمهورية وحكومة جديدة، لاقفال كل منفذ الخطر على لبنان، وهذا يستدعي منا جميعا التعاون والتوافق لتعزيز مناعة لبنان».