ثورة في علاج سرطان الجلد: تقنية طبية نووية تعالج المرض في جلسة واحدة فقط!

فرط انتشار سرطان الجلد غير الميلانيني
يعتبر سرطان الجلد غير الميلانيني الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، حيث أنه يتم تشخيص حوالي 1.2 مليون حالة سنويًا. من بين هذه الحالات، يمثل نوع يُعرف باسم “سرطان الخلايا القاعدية” (CCB) نحو 80%، بينما يشمل الـ 20% المتبقي سرطان الخلايا الحرشفية. غالبًا ما تظهر هذه الأورام في المناطق الأكثر تعرضًا لأشعة الشمس، مثل الوجه، والرقبة، واليدين، والذراعين، حيث تصيب البشرة، الطبقة الخارجية من الجلد.
إحصائيات مؤلمة ونقص الوعي
اعتبارًا من عام 2024، تشير إحصائيات إلى أن معدل الإصابة بسرطانات الجلد في إسبانيا يبلغ 47 حالة لكل 100,000 نسمة في السنة. لكن معدل الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية يصل إلى أكثر من خمسة أضعاف، حيث يصل إلى 253 حالة لكل 100,000 نسمة سنويًا. على الرغم من أن هذا النوع من السرطان لا يؤدي عادة إلى انتشار خبيث في الجسم، إلا أنه يمكن أن يسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة إذا تأخر التشخيص والعلاج، وفقًا لما يوصي به الأخصائيون.
ابتكارات في علاج الأورام الجلدية
حتى فترة قريبة، كان المرضى الذين يعانون من هذه الأورام يضطرون للخضوع لجراحة سنوية لإزالة tumors. لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، تم تطوير طرق علاجية جديدة تؤثر بشكل فعال مثل الجراحة التقليدية، دون أي شعور بالألم، وهي غير جراحية، وتسمح بإزالة الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة المحيطة.
تقنية علاجية مبتكرة في مراكز الأورام
يستخدم أخصائيو الأمراض الجلدية والطب النووي في “مركز السرطان عيادة جامعة نافارا” تقنية متطورة تعتمد على استخدام نظير مشع يسمى “رينيوم-188”. هذا النظير يوفر جرعة دقيقة وشخصية من الإشعاع، مما يسمح بمهاجمة الخلايا السرطانية في جلسة واحدة، مع تقدم عملية الشفاء في مراحل تمتد بين 60 و180 يومًا بعد العلاج.
آلية العلاج والتأثيرات
أوضحت “ليديا سانشو”، خبيرة الطب النووي في قسم سرطان الجلد، أن هذا العلاج “يعمل حتى عمق ثلاثة ملليمترات فقط، دون اختراق الطبقات الداخلية للبشرة”. “يتم توجيه الإشعاع بدقة إلى المنطقة التي يحتاج العلاج إليها، مما يجعله خيارًا فعّالًا للأورام المحلية التي قد توجد في مناطق معقدة الشكل، مثل الوجه.” يؤكد الأطباء أن هذا العلاج يعتمد على القضاء على الخلايا السرطانية محليًا، بحيث يتم تدميرها فقط في الجزء المعالج.”
الأسلوب والأمان في العلاج
تشمل العملية تطبيق معجون مشع على المنطقة المصابة، مع بقائه هناك لفترة تتراوح بين 45 إلى 180 دقيقة، اعتمادًا على حجم الورم وعمقه. “هذا الإجراء هو غير مؤلم ويجري في العيادات الخارجية، ولهذا لا يشكل أي خطر على المريض أو المحيطين به.”
تحسن ملحوظ في جودة الحياة
يعمل هذا العلاج على “تحسين نوعية حياة مرضى سرطان الجلد”، فهو مفيد بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالمناطق الحساسة مثل الأنف والرقبة والأذنين والجبهة والشفتين وفروة الرأس، حيث يعزز النتائج الجمالية للناتج النهائي، وفقًا لما ذكره “غابرييل شلجر”، خبير الأمراض الجلدية في قسم سرطان الجلد.
تدابير أساسية قبل العلاج
ينبغي أن يتم هذا العلاج بواسطة أخصائي نووي، بعد تقييم المرضى من قبل طبيب أمراض جلدية لتحديد ملاءمتهم للعلاج. تعتبر عينة الأنسجة ضرورية لتحديد عمق الإصابة بدقة، مما يسهل تقديم العلاج المناسب والشخصي.
تطبيقات ناجحة في المستشفيات العامة
قبل أكثر من شهر، قام مستشفى 12 من أكتوبر في مدريد باستخدام هذه التقنية المبتكرة للمرة الأولى في إسبانيا لعلاج سرطان الجلد غير الميلانيني لدى مريضين، وبعد ثلاثة أشهر من المتابعة، أظهرا استجابة ممتازة بدون أي علامات على المرض. علاوة على ذلك، لم يعانيا من أي آثار جانبية ملحوظة، وكانت النتائج التجميلية جيدة.
ردود الفعل خلال مرحلة الشفاء
خلال فترة التعافي، قد يعاني المرضى من احمرار، وتقشر، وحكة، وحتى نزيف خفيف في البداية، قبل أن يبدأ الجسم بمعالجة الخلايا السرطانية الميتة واستبدالها بخلايا جديدة. وعند انتهاء العلاج، لا تترك أي ندوب أو تشوهات.