التيار الوطني الحر وقضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية: نضال ضد التواطؤ والتخاذل – ربيع مسعد

A
+
A
–
منذ نشأته، حمل التيار الوطني الحر قضية المختطفين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية كجزء أساسي من معركته لاستعادة السيادة اللبنانية وحماية كرامة الإنسان.
هذه القضية لم تكن مجرد ملف إنساني، بل معركة شرف وكرامة وطنية، رفض التيار فيها أن يكون شاهد زور على ظلم أو أن يرضخ لتوازنات سياسية تهدف لطمس الجرائم ضد اللبنانيين.
بقيادة الرئيس العماد ميشال عون واجه التيار الوطني الحر طغيان النظام السوري وتواطؤ بعض القوى اللبنانية التي فضّلت مصالحها الضيقة على كرامة الشعب.
بينما كان البعض يهرولون لعقد صفقات مع النظام السوري أو يتسترون على جرائمه، كان التيار يرفع الصوت عاليًا في كل المحافل المحلية والدولية، مُصرًا على كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.
خلال فترة توليه رئاسة الحكومة العسكرية، أطلق العماد ميشال عون معركة التحرير ضد الاحتلال السوري، ووضع قضية المختطفين في صلب اهتماماته.
في المنفى، حمل عون القضية إلى العالم، فكان صوت اللبنانيين الذين تم التخلي عنهم، مؤكدًا أن العدالة لن تُحقق إلا بمحاسبة النظام السوري وشركائه المحليين.
استخدم كل المنابر الدولية الممكنة، من الأمم المتحدة إلى البرلمان الأوروبي، لإدانة الجرائم المرتكبة ضد اللبنانيين.
منذ توليه رئاسة التيار الوطني الحر، تابع باسيل القضية بلا هوادة، متحديًا التخاذل الرسمي ومحاولات التغطية على هذا الملف.
من القوانين البرلمانية إلى المبادرات الدبلوماسية، لم يوفر باسيل وسيلة إلا واستخدمها لتذكير اللبنانيين والعالم بمصير المختطفين.
وبينما كان آخرون يتسابقون لإرضاء النظام السوري أو غض الطرف عن الماضي، أصر باسيل على كشف الحقيقة مهما كان الثمن.
سمير جعجع والشراكة في الجريمة وتخاذل عن المسؤولية
على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل الدور المشبوه الذي لعبته القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع في تسليم اللبنانيين للنظام الس. هذه الخيانة الوطنية ليست وجهة نظر، بل حقيقة موثقة:
• التقاعس السياسي: منذ انخراط القوات اللبنانية في العمل السياسي بعد الحرب، تجاهلت هذه القضية بشكل كامل، متجاهلة صرخات الأهالي ومعاناة المختطفين.
• إخفاء الحقيقة: بدلًا من مواجهة ماضيها أو محاولة تصحيح أخطائها، عملت القوات على طمس هذا الملف وتشويه الحقائق، في محاولة لإبعاد الأنظار عن دورها.
بينما يتفاخر سمير جعجع وحزبه بالسيادة، يسأل اللبنانيون: أين كانت هذه السيادة عندما تعاونت القوات مع النظام السوري؟ وأين هو الالتزام الوطني حين أغمضت القوات أعينها عن جريمة الاختفاء القسري؟
التيار الوطني الحر وإرث الشرف والمواجهة
وفي حين ارتضى البعض أن يكونوا أدوات في يد الاحتلال السوري، بقي التيار الوطني الحر حصنًا منيعًا ضد الظلم والتواطؤ.
اليوم، وبينما يحاول المتخاذلون دفن هذه القضية، يثبت التيار مرة جديدة أنه صوت اللبنانيين الحقيقي.
قضية المختطفين ليست مجرد ذكرى مؤلمة، بل هي معركة مستمرة، سيبقى التيار الوطني الحر يخوضها حتى كشف الحقيقة، ومحاسبة المجرمين، وإعادة الكرامة لكل من خانتهم دولتهم وقادتهم.