“نمور” الأحرار عن سقوط النظام السوري: بروز جماعات ذات تفكير لا يتناسب مع حرية العيش

+
–
أيها الرفاق،
نلتقي اليوم في ظل ظروف خطيرة وتطورات إقليمية أدت إلى تغييرات جذرية سياسية وعقائدية في سوريا، التي خضنا ضدها أشرس المعارك العسكرية والسياسية يوم كان جيشها، جيش الأسد، يحتل لبنان. وفي ضوء التطورات الحاصلة مؤخرًا، والتي أدت إلى سقوط النظام السوري، لا بد لنا من العودة إلى التاريخ لنستذكر تجاوزات الجيش السوري، الذي توغل مرات عديدة في عمق الأراضي اللبنانية، في مؤشر واضح على عدم اعتراف سوريا بلبنان كدولة سيدة وكيان مستقل.
لقد تدخلت سوريا مرارًا في شؤون لبنان الداخلية عبر تاريخنا الحديث، مما أدى إلى توتر تاريخي في العلاقة بين البلدين، وصولًا إلى التدخل العسكري المباشر بأمر من حافظ الأسد مع بداية الحرب الأهلية عام 1975. وقد لعب هذا النظام دورًا رئيسيًا في تأجيج الحرب عبر مدّ المليشيات الفلسطينية واليسارية بالسلاح، بهدف القضاء على الدولة اللبنانية وتغيير الديموغرافيا فيها خدمةً لمشاريعه التوسعية.
أيها الرفاق،
لقد دافع حزب الوطنيين الأحرار، بقيادة الرئيس كميل نمر شمعون، عن سيادة لبنان ضد كل معتدٍ غريب، وعلى رأسهم النظام السوري بقيادة حافظ الأسد والمليشيات الفلسطينية. سقط للنمور الآلاف من الشهداء، الذين لولا تضحياتهم لما بقي لبنان لأبنائه. نعم، نحن نبتهج اليوم برحيل نظام نكّل باللبنانيين وخطف الكثير منهم، ومنهم رفاق لنا لا نعرف مصيرهم حتى اليوم، مثل الشهيد النمر بشارة رومية.
نفرح بسقوط جميع الديكتاتوريات من حولنا، لكن علينا أن نبقى متيقظين للتغيرات الجارية في الدول المجاورة، لما لها من تأثير مباشر على الداخل اللبناني. هذه التغيرات أدت إلى بروز جماعات عقائدية ذات أنماط تفكير لا تتناسب مع حرية العيش والديمقراطية، مما يثير ريبة الكثيرين. نحن بانتظار الأفعال لنحكم عليها ونبني مواقفنا بناءً على مقتضى الحال.
هنا، يجب أن تبقى أعيننا مفتوحة على الحدود وفي الداخل. كما يجب أن نقف إلى جانب جيشنا الباسل وقوانا الأمنية في حال دعت الحاجة. وما شهدناه بالأمس من تحركات لإطلاق سراح من أطلق النار على الجيش، وفي هذا التوقيت بالذات، يدفعنا إلى الحذر الشديد مما قد يُحاك للبنان في المستقبل.
أيها الرفاق،
علينا أن نبقى حذرين ويقظين لما ستؤول إليه الأمور، فبناء علاقات طبيعية مع أي دولة يجب أن يبدأ باحترام خصوصية لبنان والاعتراف به ككيان مستقل. عندها فقط ننهي الطموحات التاريخية للاستيلاء على وطننا العزيز.
وفي هذا الوقت الخطير الذي تمر به المنطقة، ندعو إلى حياد لبنان عن كافة الصراعات الإقليمية، إذ أن الحياد وحده يحمي لبنان من تداعيات هذه الصراعات. كما نطالب الدولة بالتشدد في ضبط الحدود اللبنانية بشكل كامل، ونرى أنه لا ضرر في طلب حماية دولية تؤازر الجيش وقوانا الأمنية على طول الحدود، لضمان حماية لبنان ومستقبل أبنائه.
وفي هذه المناسبة، يطالب النمور بإلحاح بانتخاب رئيس للجمهورية، لتستقيم أمور الدولة. كما نؤكد على حصر السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، لبناء دولة تحمي جميع اللبنانيين، حيث يكون الجميع متساوين في الحقوق والواجبات.
وأخيرًا، أيها الرفاق،
نحيي شهداءنا الأبطال، وعلى رأسهم شهداء النمور وشهداء الجبهة اللبنانية، الذين سقطوا ليبقى لبنان سيدًا، حرًا، مستقلًا. كما نجدد دعوتنا للدولة اللبنانية بتخصيص يوم لتكريم شهدائنا الأبطال، إحياءً لذكراهم الطيبة.
عشتم، عاش لبنان، عاشت النمور.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.