شو الوضع؟ هدوء حذِر بعد “اختتام” الرد… والأنظار مجدداً إلى الملفات الداخلية وفي طليعتها انتخاب رئيس!

A

+

A

 خيّم الهدوء الحذِر والترقّب على جبهة الجنوب، مع تسجيل استمرار الإعتداءات والغارات التي طالت اليوم الإثنين مجدداً سيارةً في صيدا. ذلك أنَّ الإشارة الواضحة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن إمكان "العودة إلى المنازل" وأنّ "البلد بيقدر يتنفس"، أكدت اختتام الرد العسكري على اغتيال القيادي فؤاد شكر، في الوقت الذي يبقى فيه انتظار رد إيران غير المرتبط بزمان أو مكان.

ومن شأن هذه الفُسحة بعد أسابيع بالغة التوتر لبنانياً، أن تدفع اللبنانيين إلى رفع الصوت في وجه الطبقة السياسية ودعوتها لفتح الملفات الداخلية والقضايا الداهمة والمصيرية. فلا عذر بعد اليوم لأحد بالإستنكاف عن انتخاب رئيس، ولا عن التحاور مع أي طرف لبناني حول تأمين ظروف الجلسات المطلوبة، ولا عُذر أيضاً للهروب من الكابيتال كونترول ولائحة الإصلاحات المالية والإقتصادية، بحجة "ألا صوت يعلو فوق صوت المعركة". فطالما أن طبول المعركة الكبرى قد هدأت أو انتفت، فالعودة إلى بناء الدولة هي أولى مسؤولياتنا كلبنانيين...

وفي اليوميات السياسية، تتوجه الأنظار إلى التجديد للونفل خلال الساعات المقبلة على أن تقرّ الخميس من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. وفي هذا الإطار اجتمع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة. كذلك تلقى بو حبيب اتصالا هاتفيا من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية، وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١. وأسف بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات في القاهرة.

ومن الفاتيكان، سُجلت إشارة بالغة الرمزية مع استقبال البابا فرنيس وفداً من أهالي ضحايا المرفأ. وقد دعا البابا إلى "الحقيقة والعدالة"، وقال "إنني معكم أطالب بالحقيقة والعدالة اللتين لم تتحققا بعد، الحقيقة والعدالة. كلنا نعلم أن الموضوع معقد وشائك، وأن قوى ومصالح متضاربة تؤثر عليها".

وفي الرمزيات لكن اللبنانية أيضاً، أتى تشييع الرئيس سليم الحص اليوم إلى مثواه الأخير، عنواناً للتذكير بقيم كادت تضمحل في العمل السياسي والوطني، وفي طليعتها نظافة الكف والإستقامة والحرص على الدولة وبنائها. ولا شك أن وفاة الحص بعد حياة سياسية حافلة بدأها من بوابة الإقتصاد والأكاديميا، جب ألا تكون دافعاً لدفن هذه القيم والنهج الأخلاقي في العمل السياسي، بل تذكيراً بها والعمل على إحيائها، بعد ما ارتكتبته منظومة الحكم منذ العام 1992 من تدمير للدولة وضرب للنهج الذي مثّله الحص.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى