اكتشاف مذهل: كيف يؤثر النوم العميق على ذاكرتك بشكل غير متوقع؟

## أهمية النوم في تعزيز الذاكرة

يُعتبر النوم عنصرًا أساسيًا لتعزيز القدرات الذهنية والذكريات. وقد أشارت دراسات متعددة إلى هذا الارتباط، حيث اكتشف بحث حديث صلة جديدة بين نوع محدد من النوم، وهو النوم العميق، وفعالية الذاكرة.

## نتائج دراسة حديثة حول النوم العميق

في دراسة نُشرت في مجلة *Nature Communications*، تمكن باحثون من مستشفى تشاريتي – جامعة برلين من كشف النقاب عن تأثير ما يسمى بـ **”الموجات البطيئة”** خلال النوم العميق على قابلية **القشرة المخية** (المسؤولة عن الذاكرة طويلة الأمد) لاستقبال المعلومات. وفقًا للخبراء، عندما ننام، إعادة تنشيط الأحداث التي مررنا بها خلال اليوم تساعد في نقل المعلومات من **الحُُقُهُ الأقصى**، الذي يعمل كذاكرة قصيرة، إلى القشرة المخية التي تخزن الذاكرة على المدى الطويل.

## دور الموجات البطيئة في تحسين الذاكرة

تعتبر **الموجات البطيئة** عاملًا محوريًا في هذه العملية. إنها تدل على تذبذبات كهربائية بطيئة تحدث في الدماغ أثناء النوم العميق، ويمكن قياسها بواسطة مخطط كهربية الدماغ. هذه الموجات تتشكل عندما يرتفع وينخفض مستوى الجهد الكهربائي في عدد من الخلايا العصبية بصورة متزامنة.

## التأثيرات الإيجابية للنوم العميق على القدرات الذهنية

كما يلاحظ المختصون، تُساهم هذه التقلبات الكهربائية في تشكيل الذاكرة. أشار البروفيسور **يورغ جايغر**، مدير معهد الأعصاب في تشاريتي، إلى أن فحص فعالية الذاكرة قد يفتح آفاقًا جديدة لتحسين مهارات الذاكرة، خاصة في الحالات التي تعاني من تدهور معرفي بين كبار السن.

## فترات النوم الموصى بها

يشير الخبراء إلى أن الشخص يحتاج إلى ما بين **7 إلى 9 ساعات من النوم** كل ليلة. يتم الانتقال خلال هذه الساعات بين مرحلتين من النوم، وهما **REM** (حركة العين السريعة) و**NREM** (حركة العين غير السريعة)، حيث يتكرران في دورات تتراوح بين 90 و120 دقيقة. لذلك، فإن الشعور بالتعب عند الاستيقاظ قد يكون مرتبطًا بنقص الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم العميق.

## فهم مراحل النوم: NREM وREM

تعتبر مرحلة **NREM** أكثر تركيزًا، وهي مقسمة إلى ثلاث أجزاء: الاستغراق في النوم، النوم الخفيف، والنوم العميق. خلال النوم العميق، يحدث تباطؤ في عملية التنفس وانخفاض في ضغط الدم، مما يساعد في تجديد الطاقة.

## العلاقة بين الموجات البطيئة والذاكرة

نلاحظ أيضًا أن مرحلة **REM** تأخذ حوالي 25% من إجمالي وقت النوم، بينما تتكون مرحلة **NREM** من باقي الوقت. لذا، التأكد من تحقيق خمس إلى ست دورات كاملة من النوم أمر مثالي لتوفير ست إلى تسع ساعات من الاسترخاء كل ليلة.

## البحث في التأثيرات الداخلية للموجات البطيئة

صرح البروفيسور جايغر بأنه في حال كان من الممكن زيادة النوم العميق من الخارج، فقد تتمكن الذاكرة من التحسن. لكن ما لم يُعرف في السابق هو كيفية سير العمليات داخل الدماغ أثناء ذلك. للعثور على إجابة، استخدم الباحثون أنسجة دماغية بشرية سليمة، وهذا أمر نادر الحدوث، لدراسة العمليات المرتبطة بتشكيل الذاكرة أثناء النوم العميق.

## النتائج العملية للمشاريع البحثية

من خلال دراسة أنسجة من 45 مريضًا خضعوا لجراحة لعلاج الصرع أو الأورام، قام العلماء بمحاكاة تقلبات الجهد الكهربائي المرتبطة بالموجات البطيئة وقاموا بقياس الردود العصبية. وقد توصلوا إلى أن الروابط بين الخلايا العصبية في القشرة المخية تحقق ذروتها في لحظات معينة من هذه التقلبات.

## تطبيقات عملية لتحسين الذاكرة

يتضح لاحقًا أن **”الترابطات العصبية”** تعمل بكفاءة أكبر بعد ارتفاع الجهد من مستوى منخفض إلى مستوى مرتفع. خلال هذا الوقت القصير، يُفترض أن القشرة تكون في حالة استعداد قصوى. لذا، إذا تمت استرجاع ذكرى في تلك اللحظة بالذات، فإنه يتم نقلها إلى الذاكرة طويلة الأمد بفعالية أكبر.

## الاتجاهات المستقبلية في البحث عن الذاكرة

البحث مستمر للتوصل إلى طرق جديدة لتحسين الذاكرة وتفادي تدهور الأداء المعرفي. حالياً، تجري التجارب لتطوير أساليب تحفيز كهربائية خفيفة أو إشارات صوتية للتأثير على الموجات البطيئة خلال النوم. وعلى الرغم من أن هذه الأساليب لا تزال قيد التجريب، إلا أن الاكتشافات الحالية تفتح المواطن لتطوير تقنيات تحفيز مخصصة لدعم تعزيز الذاكرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى