10 أسباب لماذا تعتقد لوسيا أن الحياة بلا هاتف مملة: قصة مراهقة مدمنة على وسائل التواصل الاجتماعي

الحاجة إلى المساعدة في عصر التكنولوجيا

في يوم من الأيام، اكتشف والدا لوسيا (اسم مستعار لفتاة من زاراغوزا تبلغ من العمر 14 عامًا وتعاني من اعتماد مفرط على الهواتف) أنها تتجاوز الضوابط الأبوية بسهولة تفوق قدرة الرياضيين على تخطي الحواجز. نتيجة لذلك، قررا أنه أصبح من الضروري الاستعانة بخبير لمساعدة ابنتهما في التعامل مع مشكلة تفوق قدرتهما على الإلمام بها.

أفكار حول الإدمان والاعتماد على الهواتف

عبرت لوسيا عن مشاعرها قائلة: “إن والديّ قد قاموا بعزلي عن الهاتف ولن يُعيدوه لي حتى أتوقف عن التحدث مع غرباء على إنستغرام. يجادلان أنني مدمنة وأنني أعاني من أعراض انسحاب عندما أكون بعيدة عن هاتفي. لكن ما أشعر به حقًا هو الوحدة؛ أشعر بالملل ولا أعلم ماذا أفعل بدون الهاتف.” هذا ما قالته لوسيا مع أول جلسة علاجية لها، حيث اعتبر الهاتف تارة “مشكلة كبيرة” وأخرى “الحل الوحيد لافتقاري للأصدقاء في الحياة الحقيقية”.

تأثير التحولات الاجتماعية على العلاقات

كانت لوسيا منذ زمن بعيد تعاني من اعتمادها على الهاتف، ولكن بعدما انتقلت إلى مدرسة جديدة وفقدت الاتصال بأصدقائها الثلاثة، تفاقمت حالتها بشكل كبير. في صفها الجديد، لم تستطع لوسيا أن تجد ما ينقصها في العالم الحقيقي الذي تعوضه عبر الشبكات الاجتماعية، حيث يبدو الأمر أسهل بالنسبة لها في تكوين علاقات جديدة، رغم أن تلك العلاقات لا تؤول دائمًا كما تتوقع. تقول: “في المدرسة، أشعر بالانطواء ولا أحب أن أسبب الإزعاج. أحيانًا يشعر زملائي بالضيق وقت استفساراتي لأنني أحتاج إلى مزيد من الوقت لفهم الأشياء”.

أهمية العلاقات الاجتماعية الحقيقية

تتحدث لوسيا عن أسباب انخراطها في تلك العلاقات بأنها تشعر بالوحدة وتخاف من رفض من حولها، ولذا لا تجرؤ على قول الكثير على الملأ خوفًا من سخرية الآخرين. وقد أخبرت معالجتها أنه على الرغم من أن لديها اضطراب نقص الانتباه (TDAH)، إلا أنها تعتبره عقبة لا تعني أنها مريضة، إذ يملك كل شخص سرعة تعلم مختلفة. “لقد واجهت صعوبات في القيام بأمور كثيرة، بما في ذلك القراءة أو الكتابة أو السباحة، ولكنني تعلمت في النهاية”، تضيف بفخر.

رغبة في الانتماء والتواصل

لديها إحساس إيجابي تجاه العلاقات التي تتمتع بها بعض زميلاتها، وتشعر بالحنين إلى الأيام السابقة مع أصدقائها القدامى. لذلك، عادة ما تلجأ للشبكات الاجتماعية بحثًا عن تلك العلاقات الودية التي تعتبر أكثر أهمية في مرحلة المراهقة، قائلة: “والدتي وعمتها أخبراني أنهما واجهتا صعوبات في تكوين صداقات، لكنهما وجدتاهن لاحقًا كبالغتين، لكنني بحاجة إلى أصدقاء الآن. عندما أبلغ 17 عامًا، سأكون أكثر اهتمامًا بالتركيز على دراستي.”

العوامل المرتبطة بالاعتماد المفرط على الشبكات الاجتماعية

لوسيا تستمتع بمشاهدة مسلسلات يوتيوب مثل برنامج “كارينا ومارينا” الذي يقدمان فيه كوميديا عن توأمين. حيث تجد فيهما مساحة للترفيه والتسلية، لكنها تدرك أن هذا لم يكن السبب الرئيسي الذي قادها إلى العلاج. العلاقة المتوترة مع والدتها حول الهاتف باتت السبب الرئيسي للصراع، خاصة بعد أن أصبح الاعتماد على الهاتف يثير قلق الأسرة. في النهاية، كان الجو العائلي يتطلب التعامل مع هذه المشكلة بشكل احترافي.

وجهات نظر حول التفاعل الإلكتروني

خلال جلسات العلاج، تعبر لوسيا في بعض اللحظات عن وعي بما تعانيه من اعتماد مفرط، ولكن في أوقات أخرى، يبدو أنها لا تدرك فداحة الموقف. عندما تسألها المعالجة عن ماذا ستفعل إذا استعادت هاتفها، تجيب بوضوح: “سيعتمد الأمر على ما يشعر به عقلي في ذلك الوقت. وإذا منعوني من استخدام الشبكات الاجتماعية، سأجد طرقًا للالتفاف على تلك القيود لأن لدي الوسائل للقيام بذلك”.

خاتمة: الوعي بالمخاطر

عندما تتحدث المعالجة عن كون هذه التصرفات تمثل مشكلة خطيرة، تلزم لوسيا الصمت للحظة وتقر بأنها تدرك أن ما تعانيه هو نوع من الإدمان، وتوضح أن استخدام الهاتف يمنحها إحساسًا بالراحة والمتعة، وهو ما لا تجده في حياتها اليومية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى