5 أسباب تجعل تحمل تكاليف الرعاية الصحية مسؤولية المجتمع وليس المرضى فقط!

تحديات تحويل المرضى إلى مركز النظام الصحي
أحد العبر الأساسية التي يؤكد عليها وزارة الصحة تحت قيادة مونيكا غارسيا هو الرغبة في جعل المرضى “في قلب نظام الصحة الوطني”. ومع ذلك، هذه النية، التي تبدو إيجابية، قد لا تتجسد بشكل حقيقي إذا لم يتفق الطرفان على معناها الفعلي.
التباين في الفهم بين المرضى والسلطات الصحية
وفقًا لجمعيات المرضى، مفهوم “المركزية” يعني أساسًا وجود تمثيل للمرضى في المجالات التي يتم فيها اتخاذ القرارات المتعلقة بمصالحهم، مثل تمويل الأدوية الجديدة وتوجيهات الأدوية المدرجة مسبقًا في النظام الصحي.
بالمقابل، يبدو أن وزارة الصحة تفسر هذا المفهوم على أنه إلقاء عبء الحفاظ على “استدامة النظام” على عاتق المرضى، وهو ما يتجلى في التوازن بين النفقات والفوائد.
النصوص التشريعية والمخاوف المتزايدة
وثيقة مشروع تعديل قانون ضمانات الاستخدام الرشيد للأدوية، التي تم تسريبها مؤخرًا، توضح هذا المفهوم. في مقدمتها، يُشير النص إلى أن “الوصفة تعتبر عنصرًا أساسيًا في الرعاية الصحية يجب أن تحترم استدامة النظام ومصالح المرضى. هذا القانون ينص على أن التركيز سيكون على وصفات المكونات النشطة، وهو ما يعكس زيادة دور المرضى.
هذا التوجه يثير قلق أندوني لورينزو غارمنديا، رئيس المنتدى الإسباني للمرضى، حيث يقول: “كيف سيكون لدينا هذا الدور الرئيسي إذا كانت الوصفات الجديدة تعتمد على المكونات النشطة فقط؟ أعتقد أن الأمر يمثل خدعة، حيث يبدو أن المسؤولية عن استدامة النظام الصحي ستقع علينا، بينما قرارات الأدوية يرسمها الدولة والصيدلاني، متجاهلين رأي الطبيب الذي يعرف تاريخنا الطبي.”
دعوة للتغيير الكبير في آلية اتخاذ القرارات
غارمنديا يؤكد على أهمية مشاركة المرضى في لجان مثل اللجنة الحكومية لتسعير الأدوية، حيث تُتخذ القرارات التي قد تؤثر بشكل مباشر على حياتهم وصحتهم. يضيف: “نحتاج إلى وجود ممثلين للمرضى في هذه اللجان لأن بعض القرارات يمكن أن تكون الفرق بين الحياة والموت.”
دعم دور الصيدلي في النظام الصحي
من جهة أخرى، يوضح غارمنديا أن الجمعيات المرضية تدعم توسيع دور الصيادلة. “نعيش في فترة يمكن فيها استفادة النظام الصحي بشكل كبير من زيادة دور الصيادلة”، مضيفًا أنهم يحتاجون إلى القدرة على التواصل مع الأطباء والمشاركة بشكل أكثر فعالية في الرعاية الصحية.
حماية حق المريض في الوصفات الطبية
كارينا إسكوبار، رئيسة منصة منظمات المرضى، تعرب عن مخاوفها أيضاً بشأن احترام حق الطبيب في وصف الأدوية. تقول إن القانون الحالي يعتبر غامضًا فيما يتعلق بمن له الحق في وصف الأدوية. “نريد أن نضمن أن الطبيب هو الوحيد القادر على وصف الأدوية، فهو الشخص الذي يعرف حالات المرضى جيدًا.”
استحداث تفويضات تفتيشية قد تؤثر على القرارات الطبية
هناك أيضاً قلق حول ما يشار إليه في النص بإضافة سلطات أكبر للجهات التفتيشية، حيث يظهر ذلك في البند العاشر من المادة 126. هذا يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على قرارات الأطباء، الذين قد يشعرون بالقلق حول اتخاذ قرارات قد تُعتَبر “خطرة” رغم أنها قد تكون ضرورية لصحة المرضى.
التوجسات من نصوص تشريعية قد تعيق الحقوق
بناءً على كل ما سبق، ينظر ممثلو المرضى إلى هذه المشاريع التشريعية على أنها تشكل عوائق بدلًا من أن تكون فرصة لتحسين النظام الصحي.