135 ألف مريض ينتظرون العلاج: هل من أمل في إنهاء قوائم الانتظار؟

تحديات نظام الصحة في إسبانيا: تفشي قوائم الانتظار

للأسف، تبدو الآمال في تقليل قوائم الانتظار في خدمات الصحة العامة في إسبانيا بعيدة المنال. الوضع، خصوصًا في مجتمع مدريد، يبدو أنه قد يتدهور أكثر في ظل استمرار الأزمة المتعلقة بمؤسسة موفاس، حيث لا توجد حلول واضحة. على الرغم من كون مدريد تتمتع بأفضل الإحصائيات في البلاد، إلا أن انتهاء دور مؤسسة موفاس قد يجعل الموقف أكثر صعوبة، خاصة وأن غالبية موظفي الإدارة العامة يتواجدون هناك. في حالة إلغاء موفاس، سيضطر نحو مليون موظف وعائلاتهم للانتقال إلى نظام الرعاية الصحية العامة، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات ويزيد من الضغط على الخدمات المقدمة.

واقع الانتظار في الخدمات الصحية

شهد النصف الأول من العام الحالي، وجود 848,340 مريضًا ينتظرون إجراء عمليات جراحية غير عاجلة، بزيادة بلغت 3.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. يُعتبر متوسط وقت الانتظار في مدريد الأقل على مستوى البلاد (47 يومًا) يليه إقليم الباسك (64 يومًا) ولاقا (67 يومًا). على النقيض من ذلك، فإن المتوسط في أندلوسيا يصل إلى 169 يومًا، بينما تنعم مناطق أخرى مثل إكستريمادورا، وكانتابريا، وأراغون بأوقات انتظار تصل إلى 164 و139 يومًا على التوالي. وتتفاوت أوقات الانتظار حسب التخصصات، حيث تعاني جراحة التجميل من أطول فترة انتظار تصل إلى 236 يومًا، تليها جراحة الأعصاب (189 يومًا) وجراحة الأوعية الدموية (148 يومًا). بينما الأقسام التي تواجه أدنى فترات انتظار تشمل جراحة القلب (63 يومًا)، وأمراض الجلد (65 يومًا)، وطب العيون (84 يومًا).

معاناة المواطنين في الوصول للخدمات الصحية

تظهر بيانات من مركز الدراسات الاجتماعية (CIS) أن 58.1% من المواطنين ينتظرون أكثر من أسبوع للحصول على موعد في الرعاية الأولية. أما بالنسبة للوصول إلى الأطباء المتخصصين، فإن متوسط وقت الانتظار يصل تقريبًا إلى ثلاثة أشهر. في ضوء الوضع القائم، يبدو أن الأمور ستسوء أكثر في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه دون تدخل فعّال لحل أزمة موفاس.

مستقبل غير مؤكد وسط التحديات الصحية

مع تصاعد التوترات بين الحكومة وموظفي الإدارة، يبدو أن وزيرة الصحة، مونيكا غارسيا، تتصرف بطريقة تؤكد عدم رغبتها في إيجاد حلول للمشكلات المتزايدة. إن انتظارات المرضى أصبحت مسألة تؤرق حياة الكثيرين، من دون بصيص أمل في التحسين القريب. في خضم هذه الأوضاع، تبقى الحلول الفعّالة ضبابية، مما يدعو لمزيد من النقاش حول مستقبل الرعاية الصحية في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى