غضب يقتل الحب.. شاب يعتدي على والدته بـ «طوبة» في سوهاج

في إحدى قرى مركز المراغة بمحافظة سوهاج، حيث البيوت الطينية والمزارع التي تحمل في قلبها أصالة الفلاحين، كان الهدوء يغلف المكان كعادة القرى في هذا الوقت من الليل. لكن داخل أحد تلك البيوت، كان الصمت يسبق العاصفة.لم يكن هناك ما يُنذر بما سيحدث. 

شاب يضرب أمه في وجهها بحجر

«محمد»، الشاب العشريني الذي عُرف بطيبة قلبه بين جيرانه وأهل قريته، كان يجلس في ساحة المنزل، عيناه تائهتان في الأفق البعيد. ربما كانت تلك اللحظة هي آخر محطات الهدوء في حياته، وآخر لحظات السكينة التي عرفها الجميع عنه.بينما كانت والدته العجوز، الحاجة بخيته ، تحضر طعام العشاء في مطبخهم الصغير، كانت الأفكار تملأ رأس محمد. لم يكن يعلم ما الذي أشعل فتيل الغضب في قلبه، لكنه كان يشعر بثقل الحياة يضغط على صدره.

شبح ، القسوة اليومية، والتوقعات التي لا تنتهي من المجتمع وأسرته، كلها كانت تتجمع لتكون عاصفة داخلية.دخل محمد المطبخ فجأة، والشرر يتطاير من عينيه. “ليه كل حاجة معقدة كده؟” سأل أمه بصوت مرتفع. نظرت إليه الحاجة بخيته  بتعجب، فهي تعرف ابنها جيدًا، ولم تكن معتادة على هذا السلوك. “في إيه يا محمد؟ خير يا ابني؟” ردت عليه بصوتها الهادئ، لكن هدوءها لم يكن كافيًا لتهدئة العاصفة التي كانت تشتعل داخله.

اقرأ أيضا

ضبط قائد سيارة وآخر لقيامهما بحركات استعراضية وإشعال ألعاب نارية بالقاهرة

الإرهابية تكذب.. مصدر يكشف حقيقة وفاة محبوس في أحد أقسام الشرطة بسوهاج

تصاعدت حدة المشادة بينهما بسرعة. لم يكن الأمر جديدًا عليهما، فقد كانت المشادات اللفظية تحدث من حين لآخر. لكنها كانت دائمًا تنتهي بسلام، بكلمة طيبة أو بابتسامة تزيل التوتر. ولكن هذه المرة، كان هناك شيء مختلف. الغضب كان أكبر،وبدا الأبن العاق في حديثة المستفز وخلال مشادة كلامية مع والدته. وربما شعرت الأم  بأن هناك شيئًا لا تستطيع إصلاحه، شيء أكبر من أن يُحل بكلمات.في لحظة غضب لا يستطيع محمد أن يفسرها حتى لنفسه،

تناول حجرًا كان قريبًا من باب المطبخ، ورماه باتجاه والدته. لم يكن ينوي أن يؤذيها، أو هكذا سيقول لاحقًا، لكن الحجر أصابها في وجهها، مما أدى إلى سقوطها على الأرض مغشية عليها.توقفت الدنيا للحظة. محمد، الذي كان يملأه الغضب قبل لحظات، وجد نفسه يقف أمام أمه وهي على الأرض، ووجهها مغطى بالكدمات والدماء. شعر بأن قلبه قد توقف، وأن العالم قد انهار حوله. لم يستطع أن يتحرك أو يتكلم، كان فقط واقفًا هناك، عاجزًا عن استيعاب ما حدث.خرج بعض الجيران على صوت الصراخ الذي انبعث من المنزل، هرعوا إلى الداخل ليجدوا الحاجة زينب على الأرض، ومحمد واقفًا كالصنم بجوارها. 

كان الموقف محيرًا للجميع، كيف يمكن لشاب عرفوه بحسن أخلاقه وطيبته أن يفعل مثل هذا الأمر؟نُقلت الحاجة خديجة  إلى المستشفى بسرعة، حيث تم علاج الكدمات والجروح التي أصابتها. 

لكن الضرر النفسي كان أكبر من الجروح الجسدية. كانت تنظر إلى ابنها بعينين مليئتين بالحزن والخذلان، وهي تسأل نفسها: “كيف حدث هذا؟ كيف وصل بنا الحال إلى هنا؟”بدأت الشرطة في التحقيق في الحادث، وتم القبض على محمد.

كان يدرك جيدًا حجم الخطأ الذي ارتكبه، لكنه كان عاجزًا عن فهم كيف وصلت الأمور إلى هذه النقطة.

في القرية، كان الحديث عن الواقعة لا ينقطع،  البعض كان يرى أن الغضب والضغوط التي يعيشها الشباب هذه الأيام هي السبب، بينما كان آخرون يلومون محمد على قسوته على والدته التي لم تكن تستحق هذا المصير.وبينما كان الجميع يتحدث عن القصة، كانت الحاجة خديجة  في المستشفى تفكر في ابنها.

كانت تعرف أن محمد لم يكن ينوي إيذاءها بهذه الطريقة، لكنها لم تستطع أن تنكر الشعور العميق بالألم الذي خلفته هذه الحادثة. كانت تحاول جاهدة أن تغفر له، لكن الجرح كان عميقًا، وليس فقط على وجهها، بل في قلبها أيضًا

تابع أحدث الأخبار
عبر
google news


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى