6 أسباب تدفع العلامات التجارية للعودة إلى الإعلام التقليدي في عصر اكتفاء المؤثرين

التحولات في التسويق الرقمي: نحو وسائل تقليدية جديدة

انخفاض جدير بالملاحظة في تأثير إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي

أظهرت دراسة حديثة بعنوان اتجاهات التسويق 2025 التي أعدتها شركة كانتر، أن هناك تحولًا ملحوظًا في مجال التسويق الرقمي. فقد أفاد فقط 31% من المشاركين في الاستطلاع بأن إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي تجذب انتباههم، مما يمثل انخفاضًا ملحوظًا عن نسبة 43% التي سُجلت في العام السابق. وهذه النتيجة تشكل تحديًا كبيرًا للعلامات التجارية، التي تتجه الآن بشكل متزايد للبحث عن أساليب جديدة تضمن لها التواصل الفعال مع الجمهور وتعزيز مصداقيتها.

الضغط المحتمل من وفرة المحتوى

ترجع أسباب هذا التراجع إلى زيادة كثافة المحتوى وما يعرف بـ إرهاق الجمهور. حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي غارقة في وجود المؤثرين، مما جعل من الصعب على المستخدمين تمييز ما هو إعلانات حقيقية وما هو محتوى عادي. وبالتالي، فقد أدى ذلك إلى انخفاض قدرة العلامات التجارية على جذب الانتباه.

إعادة التفكير في استراتيجيات التسويق

تعتبر استراتيجيات التسويق عبر المؤثرين من الأساليب الفعالة التي كانت تستخدمها العلامات التجارية للتفاعل مع جماهير متنوعة، من خلال تعاونهم مع صانعي المحتوى على منصات مثل إنستغرام ويوتيوب وتيك توك وتويتش. لكن في نهاية عام 2024، يبدو أن هذه العلامات بدأت تعيد توجيه استثماراتها نحو قنوات أخرى.

التحول إلى الوسائط التقليدية

تساهم زيادة المحتوى والظهور المستمر لتطبيقات جديدة مثل (Threads وBlueSky) والانتشار المتزايد لقنوات البث المباشر في إحساس المستهلكين بالإرهاق، مما أدى إلى تقليل تقبلهم لإعلانات المنصات الرقمية. ويعبر خبير التسويق، خوان مارينكو، عن أن هذه الظاهرة قد تضر أيضًا بالتسويق عبر المؤثرين إذا استمر استخدام تنسيقات إعلانات محدودة تفتقر إلى الإبداع والابتكار في أساليبها.

كما قال مستشار التواصل الاستراتيجي، فيدرico Pavlidis، إن تنويع القنوات المستخدمة في الاستراتيجيات التسويقية هو أمر ضروري، إذ لا ينبغي الاعتماد فقط على المؤثرين كوسيلة للوصول للجمهور المستهدف. وأكد على أهمية خلايا الإعلانات التقليدية، التي لا تزال تلعب دوراً حيوياً في جذب الانتباه.

استثمار في الوسائل التقليدية

الشعور المتنامي بعدم الثقة في المؤثرين، وكذا التشبع بالمحتوى المدعوم، بدأ يدفع العلامات التجارية للعودة إلى وسائل الإعلام التقليدية. ويعتبر هذا التحول في طريقة التفكير فرصة للعلامات التجارية لبناء علاقات أقوى مع جمهورها.

أهمية التلفزيون والراديو

شهدت الاستثمارات تحولًا واضحًا نحو التلفزيون والبرامج الإذاعية، حيث تقدم هذه القنوات، رغم كونها تقليدية، نطاقًا أوسع وأعلى مصداقية وتفاعل مع الجمهور. وفقاً لتقارير كانتر، يخطط 55% من المحترفين في مجال التسويق لزيادة إنفاقهم على وسائل البث المباشر، مع اهتمام متزايد ببرامج التلفزيون كوسيلة لبناء علاقات أكثر عمقًا مع الجمهور.

أفق جديد للماركات

تقدم هذه الظروف الجديدة فرصًا مبتكرة للعلامات التجارية. فقد كان يُعتقد سابقًا أن التشتت الذهني كان يؤثر بشكل أكبر على الشباب، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن جميع الفئات العمرية تعاني من هذا التحدي.

نظرة إلى المستقبل

تشير التقارير إلى أن الناس قد اعتادوا على البيئة المتغيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يعني أن توقعاتهم أصبحت أعلى. لذا، يجب على العلامات التجارية استراتيجياً تخصيص مجهودها لاستقطاب انتباه المستهلكين بشكل مستمر ودائم. ومن المتوقع أن يشهد العام 2025 ظهور المزيد من المحتوى العضوي والإبداعي، فضلاً عن استخدام أساليب التسويق كالتسويق غير المكشوف، مما يساهم في جعل المحتوى أكثر جذبًا وفاعلية.

في الختام، يجب على العلامات التجارية أن تكون على دراية بالتحولات القابلة للتغير في سلوك المستهلكين وتكييف استراتيجياتها وفقًا لذلك لضمان النجاح والاستمرارية في سوق متزايد التنافسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى