اكتشافات جديدة في تشخيص سرطان المبيض: 5 خطوات لزيادة الوعي وتحسين فرص العلاج في إسبانيا

تزايد نسبة الإصابة بسرطان المبيض

يُعتبر سرطان المبيض من الأورام التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات حدوثها. وفقًا لتقارير من الجمعية الإسبانية لعلم الأورام الطبية (SEOM)، تُسجل البلاد حوالي 3,700 حالة جديدة سنويًا، مما يجعل هذا النوع من السرطان الثامن الأكثر شيوعًا بين النساء.

تنوع المرض وضرورة التشخيص المبكر

حاليًا، يُدرك أن سرطان المبيض هو مرض غير متجانس يتضمن على الأقل أربعة أنواع نسيجية تُظهر سلوكيات مختلفة من حيث التكرار والتشخيص، بالإضافة إلى وجود أنواع جزيئية متنوعة. لذا، يساعد اكتشاف أهداف جديدة (مثل نقص إعادة التركيب المتجانس أو HRD) على تخصيص العلاجات، مما يُساهم في تحسين اختيار العلاج الأنسب للمرضى.

أهمية الاكتشاف المبكر والابتكارات الحديثة

تكتسب أهمية الكشف المبكر والعمل بسرعة في هذا السياق أهمية خاصة، حيث يُمكن أن يكون هذا السرطان عدائيًا للغاية إذا تم اكتشافه في مراحل متقدمة. للأسف، لا يُشخص سوى 20% من المرضى في المراحل المبكرة. مما يجعل أي تقدم في هذا المجال ذا قيمة، مثل تلك التي ظهرت في دراسة دولية حديثة، نُشرت في مطبوعة “Nature Medicine”، والتي أظهرت كيف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتفوق على الخبراء البشر في تحديد حالات سرطان المبيض باستخدام صور الموجات فوق الصوتية.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تكشف عن مزيد من الإمكانيات

قام الباحثون بتطوير نماذج قائمة على الشبكات العصبية، حيث تمكنوا من تمميز بين الأورام المبيضية الحميدة والخبيثة. وقد تم تدريب هذه الأنظمة واختبارها باستخدام أكثر من 17,000 صورة موجات فوق صوتية تشمل 3,652 مريضًا عبر 20 مستشفى في ثماني دول. بعد ذلك، قارنوا أداء هذه النماذج مع مجموعة كبيرة من الخبراء والفاحصين الأقل خبرة.

نتائج ملحوظة في تشخيص السرطان

أظهرت النتائج أن أنظمة الذكاء الاصطناعي حققت أداءً أفضل مقارنة بفاحصي السرطان ذوي الخبرة، حيث بلغت دقة التشخيص 86.3% مقارنة بـ 82.6% و77.7% للخبراء وغير الخبراء على الترتيب. تقول البروفيسورة إليزابيث إبستين: “تتيح نماذج الشبكات العصبية دعمًا قيمًا في تشخيص سرطان المبيض، خاصةً في الحالات الصعبة وبين الأطباء الموجودين في مناطق تعاني من نقص الخبراء في الأشعة.”

سهولة التدخلات وتقليل الأخطاء

يمكن لهذه الأنظمة أيضًا تقليل الحاجة لإحالتها للخبراء، حيث أظهرت التقييمات أنه في السيناريوهات الافتراضية، أدى دعم الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الإحالات بنسبة 63% ونسبة الخطأ في التشخيص بنسبة 18%. وهذا قد ينتج عنه تقديم رعاية أسرع وأكثر فعالية للمرضى الذين يعانون من مشكلات مبيضية.

طموحات متزايدة في الأبحاث المستقبلية

ورغم النتائج الإيجابية، يؤكد الباحثون على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم الإمكانيات الحقيقية لنماذج الشبكات العصبية وحدودها السريرية. ويذكر فيليب كريستيانسن، طالب الدكتوراه في المجموعة البحثية: “مع استمرار البحث والتطور، قد تصبح الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من نظام الرعاية الصحية في المستقبل.”

خطط قادمة للدراسات السريرية

يستعد الباحثون حاليًا لإجراء دراسات سريرية استكشافية في مستشفى سوديرسيوخوسيت لتقييم السلامة السريرية اليومية وفائدة أدوات الذكاء الاصطناعي. في المستقبل، سيتم تضمين دراسة متعددة المراكز عشوائية لتقييم تأثير هذه التكنولوجيا على إدارة المرضى وتكاليف العناية الصحية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى