هل تعلم؟ الوزن الإجمالي للماشية يتفوق على الثدييات البرية: اكتشف كيف يكشف ذلك عن تأثير الإنسان على الطبيعة!

دراسات جديدة حول تأثير الحيوانات المنزلية على التنوع البيولوجي

الواقع المقلق للموارد الطبيعية

بينما نميل إلى التفكير في عالمنا كموطن لا نهائي من السهول الشاسعة والغابات الكثيفة والمحيطات المليئة بالحياة البرية، أظهرت الأبحاث الحديثة أن هذا التصور ربما لا يعكس الواقع. فقد كشف أول إحصاء شامل للكتلة الحيوية للمخلوقات البرية عن حجم التدهور الذي يتعرض له النظام البيئي لدينا. هذا البحث، الذي أُجري من قبل علماء من معهد وايزمان للعلوم ونُشر في مجلة PNAS، كان له أثر كبير في تسليط الضوء على اختفاء الأنواع الحيوانية الشهيرة.

نتائج مثيرة للقلق

بحسب ما تم الكشف عنه، فإن كتلة الحيوانات البرية على اليابسة وفي البحار تكاد تكون غير ملحوظة مقارنة بكتلة الثروة الحيوانية التي تشمل الأبقار والخنازير والأغنام. تحت قيادة البروفيسور رون ميلو، توصل الباحثون إلى أن الكتلة الحيوانية للثروة الحيوانية تبلغ حوالي 630 مليون طن، مما يفوق بمقدار ثلاثين مرة وزن جميع الثدييات البرية، الذي يصل إلى حوالي 20 مليون طن، وخمسة عشر مرة وزن الثدييات البحرية، الذي يُقدر بمبلغ 40 مليون طن.

التأثير المتزايد للإنسان

يشير تقرير سابق إلى أنه في عام 2020، تجاوزت الكتلة الإجمالية للأشياء المصنعة يدويًا من ناطحات السحاب إلى الصحف، الكتلة الحيوية الكلية للكوكب، مما يعكس تفوق الإنسان على العالم الطبيعي. في هذا السياق، يقدم البحث الجديد منظوراً موسعاً حول الأثر المتزايد للأنشطة البشرية على الكائنات الحية، حيث ترتبط بشكل وثيق بتراجع التنوع البيولوجي.

أهمية البحث الميداني

البروفيسور رون ميلو يؤكد أن “هذا البحث يسعى لمنحنا صورة كاملة”. فالتنوع المدهش للأنواع يمكن أن يخفي التغييرات الجذرية التي تحدث على كوكبنا، وأن تحليل توزيع الكتلة الحيوية ضروري لفهم مدى تأثير الإنسان وثروته الحيوانية على الأنواع البرية المتبقية.

منهجية البحث

جمعت الدراسة معلومات من عدة سجلات للحياة البرية وخصائص متنوعة لمئات الأنواع. قاد الباحثون ليور غرينسبون وإيال كريجر المبادرة لترجمة هذه المعلومات إلى تقديرات للكتلة الحيوية. أظهرت البيانات المُجمعة أن حوالي نصف الكتلة الحيوانية العالمية قد تم تحليلها، بينما تم تقدير النصف الآخر من خلال نماذج التعلم الآلي التي أخذت بعين الاعتبار مؤشرات عدة كوزن الأفراد وتوزيع مناطقهم الغذائية.

الزيادة المقلقة في المخلوقات المستأنسة

علاوةً على ذلك، أوضح التحليل أن الأنشطة البشرية تؤثر بشكل ملحوظ على وجود الثدييات البرية. فبعض الأنواع المتصدرة في الكتلة الحيوية، مثل الغزال ذو الذيل الأبيض والخنازير البرية، وُجدت تعود للأنشطة البشرية، مما أدى إلى اعتبارها في بعض المناطق آفات تهدد البيئة.

تعزيز الجهود في المحافظة على الحياة البرية

النتائج المستخلصة من هذا البحث يمكن أن تساعد في تعزيز استراتيجيات مراقبة الثدييات البرية عالميًا وتقدير المخاطر المرتبطة بالأمراض التي تنتشر بين الحيوانات والبشر، وهي قضية حذر منها العديد من الأخصائيين في علم الأوبئة.

الخلاصة

بينما تُعد الحيوانات البرية مصدر إلهام وحدث كبير يحفز جهود المحافظة على التنوع البيولوجي، من الضروري توسيع فهمنا للتأثيرات البشرية. البحوث المستمرة حول كيف تغيرت الكتلة الحيوية للثدييات خلال القرن الماضي يمكن أن تكشف عن مسارات المستقبل. كما يتعين علينا أخذ بعين الاعتبار أن الكتلة الحيوية للحيوانات البرية تعتبر أقل من 10% من وزن مجموع سكان البشر، حيث يتوافر فقط حوالي 2.7 كيلوجرام من الثدييات البرية لكل فرد. يعمل الباحثون حاليًا لاستكشاف عوامل التغيير الهائلة التي نتجت عن الأنشطة البشرية، مما يعكس حجم التأثير الإنساني ويعزز الحاجة إلى اتخاذ قرارات أكثر حكمة لمستقبل الطبيعة.

تعاون أكاديمي متميز

تعاون في هذا البحث أيضًا مجموعة من العلماء من مختلف الجامعات، منهم شاي ميري من جامعة تل أبيب، وأوري رول من جامعة بن غوريون، مما يعكس التوجه العالمي لمعالجة هذه النقاط الحرجة في الحفاظ على البيئة وحمايتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى