هل امتحانات الثانوية العامة في الجامعات تُعد حلاً أم تحديًا؟

في ظل التطورات التعليمية المتوقعة في عام 2025، يتطلع العديد إلى تشكيل مستقبل مشرق في مجال التعليم. يُعتبر هذا القطاع من أولويات الدولة، حيث تخضع للترقيات التقنية وتنفيذ استراتيجيات جديدة لضمان جودة التعليم، وتنفق الملايين سنويًا على تطوير الأنظمة التعليمية، انطلاقًا من إيمان القيادة السياسية بأهمية تعزيز البنية التحتية والمعرفية للبلاد.

التحديات المستمرة: امتحانات الثانوية العامة

تبقى امتحانات الثانوية العامة واحدة من أكبر مصادر القلق في كل أسرة مصرية. كجزء من خطة جديدة، عرض وزير التربية والتعليم فكرة إجراء هذه الامتحانات في الجامعات بدلاً من المدارس بهدف التصدي لمشكلة الغش. حاليًا، توجد هذه الفكرة قيد الدراسة في المجلس الأعلى للجامعات، ولم يتم الوصول إلى قرار نهائي بشأن قبولها أو رفضها.

الأعداد الكبيرة والتعقيدات المحتملة

يؤدي نحو 750 ألف طالب وطالبة امتحانات الثانوية العامة سنويًا، مما يضع العديد من التساؤلات على طاولة المسؤولين. من بين الأسئلة الملحة التي يجب تناولها قبل اتخاذ أي قرار:

1. من سيتولى إدارة هذه العملية؟
2. كيف سيؤثر ذلك على الطلاب البعيدين عن الجامعات عبر مسافة تتجاوز 100 كيلومتر؟
3. ما هي الاستراتيجية لتوفير وسائل نقل آمنة لهؤلاء الطلاب؟
4. هل ستتواجد هذه النظام في جميع الجامعات أم سيقتصر على بعض الجامعات الكبيرة؟
5. هل ستكون الجامعات مستعدة للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة دون التأثير على امتحاناتها ونشاطاتها الأكاديمية؟
6. ما هي الخطط المتاحة لضمان نزاهة الامتحانات في الجامعات؟
7. هل سيتم تحسين أنظمة المراقبة للتسليم من الغش وسط هذا العدد الهائل من الطلبة؟
8. كيف سيتم تقدير التكاليف المرتبطة بتنفيذ هذا الاقتراح؟
9. ماذا سيحدث إذا تأخر الطلاب عن الوصول إلى مراكز الامتحانات في الوقت المحدد؟
10. هل التركيز سيكون على المحافظات المعرَّضة لظواهر الغش بشدة؟
11. هل الجامعات في القاهرة الكبرى ستكون قادرة على استيعاب أكثر من 25% من طلاب الثانوية العامة؟
12. هل سيتم تنظيم بروفة تنظيمية للطلاب قبل بدء الامتحانات؟

التحليل النهائي: هل هو مخرج أم مأزق؟

تظل فكرة إجراء امتحانات الثانوية العامة في الجامعات محل نقاش. هل ستُعتبر حلاً نهائيًا للقضاء على الغش، أم ستكون مناورة تزيد من التعقيدات والارتباك داخل النظام الأكاديمي؟ هموم وآمال كثيرة تصاحب هذه الفكرة؛ مما يتطلب من صانعي القرار التفكير الجيد والتخطيط الشامل للتجربة المقترحة.