إسبانيا تقترب من عتبة وباء الإنفلونزا: ماذا يعني ذلك للعائلات في عيد الميلاد؟

تزايد الأمراض التنفسية في إسبانيا مع اقتراب نهاية العام
تكثر الحالات المتعلقة بالأمراض التنفسية في إسبانيا عادةً مع اقتراب انتهاء السنة، وقد بدأنا نشهد هذا الارتفاع في حالات الإصابة ومعدلات العدوى. في الأسبوع 51 من العام (من 16 إلى 22 ديسمبر)، سجلت إحصائيات العدوى التنفسية الحادة (IRA) 665,5 حالة لكل 100,000 نسمة، وهو ما يعكس زيادة ملحوظة بالمقارنة مع الأسبوع السابق الذي سجل فيه 598 حالة لكل 100,000 نسمة، وفقًا لتقرير معهد كارلوس الثالث.
أرقام أعداد الإصابة بالإنفلونزا وكوفيد-19
تشير البيانات الحالية إلى أن معدلات الإصابة بالإنفلونزا اقتربت من العتبة الوبائية، حيث سجلت 35 حالة لكل 100,000 نسمة، بعد أن كانت 24 حالة في الأسبوع السابق. وبالنسبة لكوفيد-19، فقد استقرت الأرقام عند 4.7 حالة. كما شهدت حالات التهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال دون سن الخامسة تراجعًا طفيفًا، حيث انخفضت من 543 إلى 509 حالة.
معدلات إيجابية وتشخيصات جديدة
وشهدت معدلات الإصابة بتلك الأوبئة تغييرات ملحوظة، إذ بلغت النسبة الإيجابية للإنفلونزا 18%، مع تراجع في الأسبوع السابق الذي سجل 9.8%. كذلك، كانت حالات كوفيد-19 عند 1.7% (مقارنة بـ1.3% في الأسبوع السابق). بينما استمرت حالات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (VRS) في التحرك على نفس المستوى تقريبا بوجود 13.8% مقارنة بـ13% في الأسبوع السابق.
ارتفاع العدوى في مناطق مختلفة من البلاد
أبلغت بعض المناطق مثل كاستيا وليون، غاليسيا، مجتمع فالنسيا، ولا ريوخا عن ارتفاع معدلات الإصابة بالإنفلونزا والعدوى التنفسية، والتي تجاوزت العتبة الوبائية فيها. ومن الملاحظ أن سلالة الإنفلونزا A(H1N1) pdm09 هي الأكثر انتشارًا، حيث سجلت نسبة إيجابية تصل إلى 10% في الفحوصات الطبيّة، بينما سلالة A(H3) بلغت 3%. بالرغم من تواجد سلالة الإنفلونزا B، إلا أن انتشارها كان أقل مما هو عليه بالنسبة لسلالات A.
التوزيع العمري للعدوى وتأثيرها
بينما لوحظ أن الفئات العمرية التي تتراوح بين 70 و79 عامًا وفوق 80 عامًا هي الأكثر تعرضًا للإصابة، حيث تمثل هذه الفئات 55% من حالات الاستشفاء. هذا التوجه يتماشى مع ما شهدناه في المواسم السابقة، لكن يبدو أنه يوجد زيادة بسيطة في عدد الحالات لدى كبار السن بسبب شيخوخة السكان وزيادة الأمراض المصاحبة.
أهمية اللقاحات والوقاية
تشير التحليلات إلى أن لقاح الإنفلونزا الحالي يشير إلى فعالية كبيرة في مواجهة الفيروسات الموجودة هذا الموسم، خاصة مع السلالات A(H1N1) pdm09 وB. ومع وجود بعض القلق حول الحماية ضد H3N2 نظرًا لتغيراته الوراثية، فإن التطعيم يبقى أداة رئيسية لمنع الأمراض وتقليل حدة المضاعفات بين الفئات المعرضة للخطر. ينصح الأطباء بإعطاء اللقاح للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن والأطفال والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة، لتقليل مخاطر التعقيدات والاستشفاء.
تطورات فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (VRS)
كما أظهر فيروس الجهاز التنفسي المخلوي ارتفاع معدلات إيجابية تصل إلى 15% خلال الأسبوع 50، مما يعتبر مستوى مشابهًا للعام الماضي ولكنه أعلى قليلاً من الموسم الحالي. ويلاحظ أن ذروة النشاط الفيروسي حدثت في وقت مبكر عن المواسم السابقة، مما قد يشير إلى تسارع النشاط الفيروسي.