7 طرق للارتقاء بصحتك الجسدية والعقلية من خلال التنفس الواعي

قوة التنفس الواعي في تحسين الصحة النفسية
في عالم يسيطر عليه التوتر والقلق، تبرز تقنيات التنفس الواعي كأداة فعالة تعزز من الصحة النفسية. تشير العديد من الأبحاث إلى أن تنظيم وتوجيه عملية التنفس يؤثر بشكل إيجابي على المشاعر وقدرتنا على التفكير والتعامل مع المواقف المختلفة. في هذا السياق، تحدثت هيلين لفريتسكي، أخصائية الطب النفسي التكميلي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، في تقرير لـ The Washington Post عن كيفية استخدام التنفس كوسيلة فورية لتنظيم المشاعر على مدار الحياة.
العلاقة العميقة بين التنفس والصحة العقلية
على مر العصور، اعترفت العديد من الثقافات بأن هناك ارتباطًا وثيقًا بين التنفس والجسد والعقل. تشير نصوص اليوغا إلى هذا الارتباط بوضوح، حيث تنص على أنه “كلما تحرك التنفس، تحرك العقل”. وبدوره، يوضح بول دالاغان، خبير في أساليب التنفس، كيف أن العلوم الحديثة تدعم هذه الفكرة، إذ أظهرت الأبحاث أن كل دورة تنفس تؤثر على الجسم والدماغ.
التأثيرات الفسيولوجية للتنفس
عند استنشاق الهواء، تحدث تأثيرات دقيقة ولكن ملحوظة، كتوسيع حدقة العين وتحسين الذاكرة، بينما يؤدي الزفير إلى تراجع هذه العمليات مما يخلق شعورًا بالهدوء. وفقًا لـ جاك فيلدمان، رئيس قسم علوم الأعصاب في UCLA، فإن النشاط العصبي في مناطق مثل اللوزة الدماغية وقشرة الدماغ الأمامية يتزامن مع نمط التنفس.
دور التنفس في وظائف الدماغ
لا يقتصر تأثير التنفس على ضبط الإيقاع النفسي، بل يلعب أيضًا دورًا حيويًا في العمليات العقلية والعاطفية. أثناء النوم أو اليقظة، يعمل التنفس بالتناسق مع مناطق في الدماغ مثل الحُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ—**** في ذاكرتنا.
التحكم في العواطف من خلال التنفس
كما يشير فيلدمان، فإن التنفس العميق والبطيء ليس مجرد رد فعل تلقائي، بل هو وسيلة نقوم بإدارتها بوعي للتحكم في مشاعرنا وأفكارنا. لهذا السبب، يلجأ الكثير من الناس إلى أخذ نفس عميق قبل الأحداث المجهدة كالامتحانات أو العروض التقديمية لاستعادة توازنهم.
الأنماط المثلى للتنفس
قد يتنفس الإنسان بشكل تلقائي بين 12 إلى 20 مرة في الدقيقة، لكن الدراسات تقول إن هناك ترددًا محددًا يمكن أن يعزز استجابة الجسم للتوتر. وفقًا لدالاغان، العدد المثالي للتنفس الذي يؤدي إلى الهدوء يتراوح بين 5.5 إلى 6 أنفاس في الدقيقة، وهو ما يتم ملاحظته بشكل طبيعي لدى الأفراد أثناء التأمل العميق.
الفوائد الفسيولوجية لأسلوب التنفس المنظم
يساعد هذا النمط من التنفس في تخفيف نشاط الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن ردود الفعل السلبية، ويعزز من نشاط النظام العصبي السمبتاوي، المرتبط بالاسترخاء والتعافي. وقد أشار غاي فينشام، باحث في مدرسة برايتون وساسكس الطبية، إلى أن هذا التغيير الفسيولوجي يحدث بفضل تنشيط العصب المعروف بالعصب الحائر، الذي يسهم في تبديد مشاعر القلق والاهتمام المفرط.
ممارسة التنفس الواعي في الحياة اليومية
لا تتطلب تقنيات التنفس الواعي أدوات خاصة أو بيئات معينة؛ بل يمكن ممارستها في أي وقت وأي مكان. ومع ذلك، يشدد الخبراء على أهمية وضع أساس مناسب لتعظيم فوائد هذه الممارسة. يُنصح بالجلوس في وضع مريح مع تثبيت الأقدام على الأرض، مما يسمح للتنفس بالتدفق بشكل طبيعي.
نصائح للتمرين على التنفس
كما ينصح دالاغان بالتدرب على زفير كامل متبوعًا باستنشاقات خفيفة وغير متكلفة للسماح بتدفق التنفس بسلاسة. ويؤكد غاي فينشام أن “الاسترخاء وقبول التحديات الأولية هو أمر أساسي للوصول إلى الهدوء المنشود”.
فوائد التنفس من الأنف
استخدام الأنف في عملية التنفس لا يقتصر فقط على فلترة وترطيب الهواء، بل له تأثير عميق على تنظيم الجهاز العصبي الذاتي. ويشير دالاغان إلى أن هذا النوع من التنفس يزيد من قدرة الجسم على الوصول إلى حالة من السكينة.
الوعي بحركة الجسم أثناء التنفس
الوعي بحركة الجسم أثناء التنفس يعتبر عنصرًا رئيسيًا؛ إذ يُنصح بوضع اليد على البطن، أسفل الحجاب الحاجز، لتحسين الإدراك حول ما إذا كان الهواء يصل إلى أعماق الرئتين. يوضح دالاغان أنه إذا كان التركيز منصبًا على الصدر فقط، فمن المحتمل أن التنفس لا يصل إلى العمق المطلوب.
الخلاصة
تعتبر تقنيات التنفس الواعي أداة متنوعة وفعالة لتعزيز الصحة النفسية والبدنية. من خلال استراتيجيات بسيطة وإدراك عميق لعمليات التنفس، يمكننا تحقيق تحول كبير في حياتنا اليومية.