نحو 70% من حالات الإيبولا: كيف يمكن أن تكون بشرتك وسيلة لنقل العدوى!

فيروس الإيبولا: المخاطر والطرق الجديدة للإصابة
تعدّ الإيبولا من الأمراض الفتاكة التي تسببها الفيروسات، والتي تتوطن في مناطق معينة من القارة الإفريقية. من أبرز طرق انتقال المرض بين الأفراد هي التلامس المباشر مع سوائل الجسم لشخص مصاب. إلا أن الأوبئة الأخيرة، مثل تلك التي حدثت في غرب إفريقيا بين 2013 و2016، أظهرت أن فيروس الإيبولا يمكن أن يتواجد أيضًا على بشرة الأشخاص الذين عانوا من العدوى أو في مراحل متقدمة منها. وعلى الرغم من وجود دلائل تشير إلى إمكانية انتقال الفيروس من خلال اتصال الجلد في المراحل النهائية للمرض، لا تزال المعرفة حول كيفية خروج الفيروس من الجسم ووصوله إلى سطح الجلد ضئيلة.
دراسة جديدة تكشف تفاصيل انتقال الفيروس
في دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين من جامعة آيوا ومعهد الأبحاث البيومهنية في تكساس وجامعة بوسطن، تم تتبع مسار خلوية يسمح للفيروس بالتغلغل في الطبقات الداخلية والخارجية للجلد حتى يصل إلى سطحه. وقد تعرف الباحثون على أنواع جديدة من الخلايا في الجلد التي تمثل هدفًا للفيروس أثناء العدوى، وأكدت النتائج التي تم نشرها في مجلة «Science Advances» أن سطح الجلد قد يكون وسيلة محتملة لنقل العدوى بين الأشخاص.
أهمية الاكتشافات الحديثة
وصرحت ويندي موري، الباحثة في علم الميكروبيولوجيا والمناعة بجامعة إلينوي، والتي قادت الدراسة، بأن «أبحاثنا توفر أدلة على الطريقة التي يستطيع بها فيروس الإيبولا الخروج من الجسم البشري. ففهم الخلايا المستهدفة أثناء العدوى الفيروسية يعدّ أمرًا حاسمًا لتطوير استراتيجيات دوائية فعالة». هنا، يمثل عمل الفريق البحثي بقيادة موري وكيللي ميسينغام، الباحث في أمراض الجلد، خطوة رئيسية لفهم كيفية انتقال الفيروس.
طرق البحث والتجربة العملية
إذ قام الفريق بتطوير طريقة جديدة لتحليل الخلايا المصابة بالفيروس داخل الجلد. تم استخدام خزعات من جلد الأشخاص الأصحاء لإنشاء نموذج زراعة يتضمن الطبقات الجلدية العميقة (البشرة) والسطحية (الجلد). بعد ذلك، قاموا بوضع العينات في وسط زراعة مناسب وأقحموا جزئيات الفيروس من الأسفل، مما يحاكي الطريقة التي ينتقل بها الفيروس من الدم إلى سطح الجلد.
الكشف عن الخلايا المستهدفة
عبر تقنيات تتبع الفيروس وتحديد الخلايا، استطاع الباحثون رصد مسار انتقال الفيروس خلال طبقات الجلد حتى الوصول إلى السطح. وقد أظهرت النتائج السابقة أن خلايا الجلد يمكن أن تُصاب بفيروس الإيبولا، لكن لم يكن هناك معلومات عن أنواع الخلايا المحددة التي يتجه إليها الفيروس. في هذه الدراسة، أثبت الفريق إصابة مجموعة متنوعة من الخلايا، بما في ذلك البلعميات والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الخلايا الجلدية (الكيراتينوسيت). والمثير أن الكيراتينوسيت، التي تعتبر مميزة للجلد، لم تكن معروفة سابقًا بدعمها للعدوى بالإيبولا.
سرعة انتشار الفيروس
بشكل مثير، كانت عملية تكاثر الفيروس أكثر نشاطًا في طبقة البشرة مقارنة بالطبقات الدهنية. وتم الكشف عن وجود الفيروس المسبب للعدوى على سطح البشرة خلال ثلاثة أيام فقط، مما يوحي بأن الفيروس ينتشر بسرعة داخل العيّنات ويعبر إلى سطح الجلد بسهولة.
استنتاجات هامة للمستقبل
كما أشار ميسينغام، «تتناول هذه الدراسة دور الجلد كإمكانية لنقل عدوى الإيبولا، وتكشف عن عدة أنواع جديدة من الخلايا الظهارية التي يمكن أن تتعرض للإصابة لأول مرة». هذه النتائج تقدم رؤية شاملة حول الآلية التي من خلالها ينتقل الفيروس إلى سطح الجلد، وقد تساهم في تفسير كيف يمكن أن تحدث العدوى بين الأشخاص من خلال التلامس المباشر.