عودة نقص اليود: 5 عوامل تهدد صحة الأطفال والنساء الحوامل – اكتشف المخاطر!

عودة نقص اليود: تحدٍ صحي قديم

تاريخ الوعي الصحي حول نقص اليود

في العقود الأولى من القرن العشرين، كان نقص اليود يشكل مشكلة صحية كبيرة في الولايات المتحدة، مما أثر على حياة الملايين. مع حلول عام 1924، تم إدخال الملح المعزز باليود كخطوة فعالة لمواجهة هذه القضية، وهو ما ساهم في القضاء على هذه الحالة بشكل كبير.

تجدد القضايا الصحية

في الوقت الراهن، وبعد مرور قرن تقريبًا، ظهرت تحذيرات من الأطباء بشأن عودة مشكلة نقص اليود من جديد، خاصة لدى النساء الحوامل والأطفال. إن اليود، الذي يتواجد بشكل طبيعي في مياه البحر والتربة القريبة منه، يعد عنصرًا حيويًا لتنظيم عملية الأيض ودعم النمو العقلي السليم لدى الأطفال.

الأعراض والعلامات السريرية

إن غياب الكميات الكافية من اليود قد يسبب مشكلات صحية مثل تضخم الغدة الدرقية المعروفة بالبُقْعَة، فضلاً عن تأخر في التطور الجسدي والعقلي. كان نقص اليود في السابق واضحًا في المناطق الداخلية، حيث عانت العديد من المجتمعات من هذه المشكلة.

الحلول السابقة ونتائجها

كان يُعرف نقص اليود في الماضي بالأمراض المتعلقة بصحة الأطفال، مثل الضعف البدني والسمع، والتي أُطلقت عليها اسم “الكساح”. ومع إدخال الملح المعزز باليود، أصبحت هذه المشكلة تحت السيطرة تقريبًا، وازداد استخدام الملح المعزز في المنازل الأمريكية بشكل ملحوظ خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، حيث تجاوزت النسبة 70%.

تغييرات نمط الحياة وتأثيرها

ومع ذلك، فإن التغييرات في أنماط الاستهلاك الغذائية أدت إلى تراجع تلك المكاسب الصحية. يمكن أن تعزى زيادة استهلاك الأطعمة المصنعة الغنية بالملح إلى قلة تناول اليود، إلى جانب تفضيل الأفراد للملح غير المعزز، مثل ملح الكوشر وملح الهيمالايا. كما توقفت بعض الشركات عن تعزيز منتجات مثل الخبز باليود.

فئات معرضة للخطر

بينما لا يزال معظم السكان يحصلون على كميات كافية من اليود، إلا أن الدراسات أكدت وجود نقص في هذه العناصر الغذائية لدى النساء الحوامل، والمرضعات، والأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية محدودة. تُشير الدراسات إلى أن طفلاً يبلغ من العمر 13 عامًا، يعاني من اضطراب طيف التوحد، تطور لديه نقص ملحوظ في اليود نتيجة لاتباعه حمية غذائية صارمة.

الأبحاث الحديثة وتعليمات صحية جديدة

تشير الأبحاث من جامعة ولاية ميشيغان إلى أن 25% من النساء الحوامل في مدينة لانسنج لا يحصلن على كميات كافية من اليود، ما قد يؤثر سلبًا على نمو أدمغتهم. حتى وإن كانت الحالات الشديدة نادرة، فإن أي نقص بسيط قد يرتبط بانخفاض مستوى الذكاء وتأخر النطق بين الأطفال.

الوعي العام عن نقص اليود

تدعو المنظمات الطبية، مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إلى ضرورة تناول النساء الحوامل والمرضعات ما لا يقل عن 150 ميكروغرامًا من اليود يوميًا، وهي كمية يمكن الحصول عليها بسهولة عن طريق تناول ملعقة صغيرة من الملح المعزز باليود. لكن، يمكن أن تكون بعض الفيتامينات قبل الولادة ناقصة في هذه العناصر الغذائية، مما يجعل من الضروري مراجعة مكونات المكملات الغذائية بعناية.

أهمية اليود للصحة العامة

كما تبرز الدكتورة إليزابيث بيرس، من مركز بوسطن الطبي، أهمية إعادة الوعي بفوائد اليود في النظام الغذائي. إن الفهم الحقيقي لدور اليود قد تلاشى على مر السنين مما قد يشكل تهديدًا لصحة الأجيال المقبلة. تُظهر تحذيراتها أن التصورات الخاطئة حول التغذية وتغييرات العادات الغذائية قد يكون لها عواقب مدمرة.

انطلاقًا من كل هذا، يكون من الضروري معالجة مخاوف نقص اليود على نحو منهجي من أجل ضمان صحة المجتمع العامة على الأمد الطويل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى