7 أسباب تبرز أهمية النشاط البدني المنتظم في تقليل مخاطر تطور سرطان قبل تشخيصه
أهمية النشاط البدني في مواجهة السرطان
تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أن ممارسة الرياضة تلعب دورًا حيويًا في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان. ولكن، ما هو مقدار النشاط البدني الذي يُعتبر كافيًا لتحقيق هذه الفوائد؟
أبحاث تدعم فوائد التمارين
وفقًا لدراسة نشرت في “المجلة البريطانية لعلوم الرياضة”، وُجد أن ممارسة الرياضة قبل تشخيص السرطان قد تُساهم في تقليل مخاطر تقدم المرض والوفيات المرتبطة به. حتى النشاط البدني بمستويات معتدلة يمكن أن يحمل فوائد ملحوظة، كما أظهرت النتائج المجمعة.
دليل على دور النشاط البدني
بينما تتوفر أدلة قوية تشير إلى أن الحركة تساهم في تقليص مخاطر الوفاة بسبب السرطان، فإن الأدلة حول تأثيرها على تقدم المرض ليست بنفس القوة، وفقًا لما ذكره الباحثون.
طرق البحث والدراسة
للوصول إلى فهم أدق لهذا الموضوع، تم تحليل بيانات من برنامج Discovery Health Medical Scheme (DHMS) المرتبط ببرنامج Vitality، الذي يُعتبر أكبر خطة طبية مفتوحة في جنوب إفريقيا، حيث تخدم حوالي 2.8 مليون مستفيد.
تشجيع الأنشطة الصحية
يُكافئ جميع المشاركين في برنامج Vitality على اعتماد نمط حياة صحي، من خلال كسب نقاط عند ممارسة نشاط بدني مسجل عبر أجهزة تتبع الحركة، أو حضور صالات الألعاب الرياضية، أو المشاركة في أنشطة لياقية منظمة.
طريقة قياس النشاط البدني
تم تصنيف نوع النشاط، وتكراره، ومدته، وشدته، وتحديدها بالدقائق الأسبوعية من التمارين.
تفاصيل دراسة المدة الزمنية
تضمنت الدراسة، التي استمرت من عام 2007 إلى 2024، حوالي 28,248 مشاركًا مصابين بأورام في المرحلة الأولى، وتم تجميع بيانات النشاط البدني لديهم خلال العام السابق لتشخيصهم.
أنواع السرطان المؤسسة للدراسة
كانت سرطانات الثدي والبروستاتا الأكثر شيوعًا، حيث بلغت نسبتها 44% من مجموع الحالات المدروسة.
فترة المتابعة والتقدم
تراوحت الفترة بين التشخيص الأول وتقدم المرض، أو الوفاة، أو فقدان المشاركين بين شهر واحد وأكثر من 13 عامًا. لم يتقدم المرض لدى حوالي ثلثي العينة (65.5%)، بينما حدث التقدم في حالة أكثر من ثلث المشاركين (34.5%). ورغم أن 81% منهم نجوا، توفي 19% قبل انتهاء الدراسة، مع معدل البقاء على قيد الحياة يصل إلى 20 شهرًا ومدة التقدم إلى 7 أشهر.
نشاط بدني وتصنيف المشاركين
خلال السنة السابقة للتشخيص، تم تصنيف مستوى النشاط البدني على النحو التالي: 62% من المشاركين لم يسجلوا أي نشاط، و13% كانوا ضمن الفئة المنخفضة (60 دقيقة أو أقل أسبوعيًا)، في حين أن 25% كانوا ضمن الفئة المعتدلة إلى العالية (60 دقيقة وما فوق من النشاط البدني المعتدل).
نتائج النشاط البدني وتأثيره
بعد مراعاة عوامل مؤثرة مثل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي، أظهرت نسب التقدم والوفاة بسبب أي سبب مستويات أقل بين الأفراد النشطين في السنة السابقة للتشخيص.
خلاصة النتائج المهمة
تُظهر النتائج أن فرص تقدم المرض كانت أقل بنسبة 16% لدى الذين قاموا بنشاط بدني منخفض، مقارنة بالذين لم يمارسوا أي نوع من النشاط البدني، في حين كانت النسبة 27% لأولئك الذين مارسوا نشاطًا معتدلًا إلى عالي.
الوفاة والنشاط البدني
تظهر البيانات أنه بعد عامين من التشخيص، كانت احتمالات عدم تقدم المرض لدى الأشخاص الذين لم يسجلوا أي نشاط بدني 74%، مقارنة بـ 78% و80% لمن مارسوا مستويات منخفضة ومتوسطة إلى عالية من النشاط البدني.
إعادة النظر بعد فترة زمنية طويلة
مع مرور 3 سنوات، كانت فرص عدم التقدم كما يلي: 71% (لا نشاط) و75% (نشاط منخفض) و78% (نشاط معتدل إلى عالي). وبعد 5 سنوات، لوحظ أن النسب كانت 66%، 70%، و73% على التوالي.
نسب البقاء على قيد الحياة
بالنظر إلى معدلات الوفاة، كانت بعد عامين من التشخيص، فرص البقاء على قيد الحياة 91% لمن لم يمارسوا نشاطًا، مقارنة بـ 94% و95% لمن مارسوا مستوى منخفض إلى عالي من النشاط.
التحليل النهائي لوجود علاقة سببية
على الرغم من أهمية هذه الدراسة، يجب أن نلاحظ أنها دراسة مراقبة ولا يمكنها إثبات علاقة سببية مباشرة. كما أقر الباحثون بعدم قدرتهم على مراعاة بعض العوامل المؤثرة، مثل التدخين واستهلاك الكحول، بينما كانت بيانات مؤشر كتلة الجسم غير مكتملة.
تفسيرات محتملة للنتائج
هناك تفسيرات بيولوجية محتملة للنتائج، لعل أبرزها تأثير النشاط البدني على تقوية نظام المناعة، من خلال زيادة عدد خلايا “القاتل الطبيعي”. كذلك، يمكن أن يساعد النشاط البدني في تقليل تقدم أنواع السرطان الحساسة للهرمونات عن طريق تنظيم مستويات هرموني الإستروجين والتستوستيرون.
تقدير الفوائد المحتملة للنشاط البدني
يجادل المؤلفون بأن النشاط البدني يسهم بفعالية في تحسين النتائج المرتبطة بتقدم السرطان والوفيات العامة. في وقت تشكل فيه الأورام تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية حول العالم، فإن تعزيز النشاط البدني يمكن أن يحقق فوائد هامة للمصابين بأورام سواء في الوقاية أو العلاج.