10 طرق لخفض ضغطك النفسي: كيف تؤثر مجموعات واتساب على صحتك العقلية؟

تأثير WhatsApp على الصحة النفسية

الاتصالات الحديثة وزيادة القلق الرقمي

في عصر يتسم بالترابط الفائق، أصبحت تطبيقات مثل واتساب، التي يتجاوز عدد مستخدميها حاجز الميليار بمليوني مستخدم، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية سواء في التواصل الشخصي أو المهني. إلا أن هذه الأداة المتطورة تأتي بتحديات جديدة تتمثل في القلق الرقمي. وفقاً لموقع The Independent، فإن ميزات مثل إيصال القراءة وإشعارات الكتابة والظهور على الإنترنت قد زادت من مستوى الضغوط، مما يُشعر المستخدمين بضغط مستمر للرد بشكل فوري على الرسائل.

مشاعر القلق الناتجة عن الرسائل المزدحمة

تُعبر كوكور، شابة في السادسة والعشرين من عمرها، عن مخاوفها من تلقي عدد كبير من الرسائل في ذات الوقت، حيث تشعر بأن الأمر قد يكون طارئًا. كما تثير الرسائل الطويلة القلق لديها، إذ تعتبر أن النغمة قد تُفهم بشكل خاطئ عبر النصوص. تقول: “من الأفضل دائماً أن نستمع إلى صوت الشخص مباشرة.”

ضغط الدردشات الجماعية وتأثيرها

تسود أجواء القلق في الدردشات الجماعية، حيث يحذر المتخصصون في الصحة النفسية من المخاطر النفسية المحتملة. أشارت لوسي بيرسفورد، المعالجة النفسية، إلى أن المحادثات الفردية يمكن أن تسبب القلق، لكن في المجموعات، تصبح الأجواء أكثر توتراً، ما يؤدي إلى إرهاق عاطفي أو نزاعات اجتماعية.

تحديات الإعلام السريع

يقوم الأفراد في أوقات الضغوط بإرسال مقاطع من الميمات والرسوم المتحركة كردود فعل على القلق، ولكن هذه المدخلات قد تثير الإحباط لدى الآخرين بسبب الفوضى المعلوماتية. وجد دراسة نشرتها The Conversation أن 40% من الأشخاص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أفادوا بأنهم يشعرون بالإرهاق بسبب إشعارات المحادثات الجماعية. إحدى المشاركات تذكر أنها عندما تركت هاتفها في المنزل ثم عادت، وجدت أكثر من 200 رسالة تتعلق بشراء هدية عيد ميلاد.

البحث عن الهدوء في عالم مفرط بالتواصل

يظهر مارك هيكستر، طبيب نفسي، كيف أن هذه المجموعات، التي تُستخدم في أغلب الأحيان لأغراض بسيطة مثل التخطيط للاجتماعات أو مناقشة البرامج التلفزيونية، قد تُفضي إلى مشاعر خجلى أو صراعات اجتماعية. ورغم ذلك، كشفت دراسة بعنوان “النتائج النفسية المرتبطة باستخدام نظم المحادثة عبر الإنترنت” أن استخدام واتساب يمكن أن يُحسن من جودة العلاقات الشخصية وزيادة الثقة بالنفس والقدرات الاجتماعية.

كيفية إدارة الضغوط الناتجة عن التطبيقات

رغم الآثار السلبية، ينوه زاوي كليوز، المعالج النفسي، إلى أهمية تحديد الحدود مع التكنولوجيا. تشمل الاستراتيجيات المفيدة إيقاف الإشعارات، تقليل ساعات الاستخدام، وتعزيز التفاعل الشخصي. وأشار إلى أن هذه الإجراءات يمكن أن تخفف من القلق المرتبط بتطبيق واتساب.

مواجهة الضغوط بوسائل ملموسة

لكن على الرغم من التحذيرات، بدأت واتساب في اتخاذ خطوات لمعالجة بعض المخاوف. فمنذ عام 2024، أصبح بالإمكان مغادرة المجموعات بشكل “صامت” دون إعلام الأعضاء الآخرين، بالإضافة إلى القدرة على تحديد من يمكنه رؤية الحالة على الإنترنت. إلا أن تلك التغييرات قد لا تكون كافية للتخلص من الضغوط الاجتماعية التي يواجهها كثيرون أثناء استخدامهم للتطبيق.

تظل الضغوط المترتبة على المحادثات الإلكترونية موضوعاً يتطلب الوعي والاهتمام، إذ يجب أن يكون الأفراد فطنين لأهمية حدود استخداماتهم للمنصات الرقمية، ويبحثوا عن توازن يحسن من صحتهم النفسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى