إهتمامٌ كبير… ماذا تُريد السعوديّة والعالم من لبنان؟

وفي هذا السياق، عاد لبنان إلى الخارطة العالميّة والعربيّة بعد إنجاز الإنتخابات الرئاسيّة، ويبدو أنّ السعوديّة ستلعب دوراً مهمّاً في المستقبل، وخصوصاً بعدما وجّهت دعوة للرئيس عون لزيارة الرياض، فمن دون المملكة لم يكن الإستحقاق الرئاسيّ ليتمّ، ولم يكن أغلبيّة النواب سيُسمّون نواف سلام.
وكانت الرياض تنتظر توافق اللبنانيين لاتّخاذ القرار في كيفيّة التعامل مع الرئيس الجديد والحكومة. ومع عون وسلام، من الواضح أنّ السعوديّة ستعمل على مُساعدة لبنان في إعادة الإعمار وفي تعزيز دور الجيش عبر تسليحه، للحدّ من نفوذ إيران في المنطقة، وكيّ تنعم البلاد التي كانت في حروبٍ طويلة مع إسرائيل بالإستقرار.
كذلك، فور انتخاب عون وتسمية سلام، قرّرت دولة الإمارات إعادة فتح سفارتها في لبنان، كما أعلن أكثر من رجل أعمال خليجيّ عن الإستثمار في بيروت، عبر تشغيل الفنادق التي كانت مُقفلة بسبب الأزمات في البلاد. ويُؤشّر هذا الواقع إلى عودة دول الخليج للعب دورٍ فعّال، إنّ في السياسة وإنّ في الإقتصاد وتقديم المُساعدات والقروض وخلق فرص عمل للبنانيين، تماماً كما في السابق.
أمّا عن زيارة ماكرون، فتحمل في طيّاتها العديد من التفسيرات، فوصل إلى لبنان بعد أقلّ من أسبوعين على انتخاب عون، وهو يعمل ولا يزال بالإشتراك مع الولايات المتّحدة الأميركيّة على تثبيت قرار وقف إطلاق النار وإنجاح هدنة الـ60 يوماً، كيّ لا تعود الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل. وأيضاً، أتى الرئيس الفرنسيّ للتشديد على دور الجيش في حماية البلاد ومناطق الجنوب، ففرنسا لطالما دعمت المؤسسة العسكريّة وسعت إلى تعزيز عناصرها، والمرحلة المُقبلة ستشهد إقبالاً غربيّاً على تسليح الجيش وتدريبه لضبط الحدود والمعابر، بهدف منع “حزب الله” من التسلّح وإعادة تنظيم صفوفه.
وترى الدول العربيّة والغربيّة أنّ المرحلة المُقبلة في لبنان ستكون لبناء الدولة والجيش، ولوضع حدٍّ لهيمنة “حزب الله” على القرار السياسيّ والعسكريّ. كما أنّ الجميع في الخارج يُعوّل على وقف الهدر وعلى إطلاق عجلة الإصلاحات لتقديم المُساعدات الماليّة الموعودة لبيروت، لاستثمارها لتحسين البنى التحتيّة، وتأمين الخدمات الأساسيّة الضروريّة للمواطنين وفي مُقدّمتها الكهرباء والمياه.