المصالحة الوطنية في ليبيا.. إلى أين؟

عندما تلقيت الدعوة من الدكتور الصدِّيق خليفة حفتر للمشاركة بورقة عمل في المؤتمر الدولي للقوانين الانتخابية والتوعية القانونية، لعرض التجربة المصرية الديمقراطية، وقوانين الانتخاب لم أتردد، مضيت إلى بنغازي، ومن هناك إلى طبرق على الحدود المصرية – الليبية.
إنها المرة الأولى التي أحضر فيها إلى هذه المدينة ذات التاريخ العريق، والتي كانت من أوائل المدن الداعمة للمشير خليفة حفتر في ثورته ضد الميليشيات الإرهابية وتحرير البلاد وعشرات المدن، أي حوالي 80% من الأراضي الليبية.
وإلى جوار قاعدة «جمال عبد الناصر»، كانت وجهتنا، عدد من الخبراء والنواب تدفقوا من ليبيا وخارجها، منهم عرب وأجانب. كان الحشد كبيرًا، بدأنا حلقات الحوار الذي استمر على مدى يومين متتاليين بحضور الدكتور الصدِّيق خليفة حفتر رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية في ليبيا.
كنت منذ أسابيع قليلة ألتقي المشير خليفة حفتر في مقر القيادة العامة ببنغازي، حدثني عن المبادرة التي أطلقها لتحقيق المصالحة الوطنية، لقد حان الوقت للملمة الشمل، لقد رسخت ثورة الكرامة التي انطلقت في 16 مايو 2014، واقعاً جديدًا على الأرض الليبية.
وعلى مدى أكثر من عشر سنوات استطاع القائد العام للقوات المسلحة الليبية أن يقضي على حكم الميليشيات، وبعد الاستقرار الذي تحقق على الأرض المحررة، بدأ في عملية البناء، لقد مضيت في شوارع بنغازي، وكم أدهشني هذا التطور الهام الذي تشهده المدن والبنية التحتية على الأرض الليبية.
في 16 نوفمبر 2024، كان الدكتور الصدِّيق حفتر رئيس المفوضيات، يحدد الأهداف بدقة، يلمس مشاعر الناس بفصاحته وقدرته على إدارة الحوار بسعة صدر، مرسخًا قيم الحوار الموضوعي، الهادف إلى تحقيق قواسم مشتركة تؤدي إلى وفاق وطني شامل، يومها حدد الدكتور الصدِّيق رؤيته على الوجه التالي: