ستة تأثيرات مدمرة للبقاء في حالة تأهب دائم: كيف يؤثر ذلك على صحتك وسبل مواجهة التوتر؟

تأثير التوتر والقلق على الإنسان
مبدأ البقاء ومخاطره
منذ فجر التاريخ، كان على الإنسان مواجهة مختلف المخاطر وتلبية احتياجاته الأساسية. تطورت أنظمتنا الجسدية بمرور الزمن لتؤمن الحماية ضد هذه التهديدات. المخاطر الجسدية، مثل التعرض للخطر أو نقص الغذاء، أحدثت تغييرات شاملة على مستوى الجسم، تشمل التغيرات الهرمونية والعصبية.
في سياق هذا التطور، وبموجب النظرية الداروينية، لم يكن هناك نجاح سوى للكائنات القادرة على البقاء. ولذا تم ترتيب الوظائف الجسدية للتركيز على الحفاظ على الحياة، مثال ذلك ردود الفعل تجاه الضغوط النفسية، والتي غالبًا ما يرتبط بها مشاعر سلبية، ولكنها في الحقيقة هي رد فعل طبيعي يتجلى في الاستجابة للاحتياجات الأساسية: المقاومة أو الهروب أو التجمد.
استجابة التوتر
الفرد الذي يتمتع بقدرة على التفاعل السريع مع الضغوط سيكون حتمًا في حالة من الاستجابة العاطفية، قد تكون هذه الاستجابة هي الخوف. وهذا الخوف يدفع الفرد نحو الهروب، بحيث تنقبض عضلاته بسهولة، مما يساعده على الهروب؛ وهذا يتم تعزيزه من خلال زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم لتزويد العضلات بالأكسجين.
تأثير القلق المستمر: كلما زادت مستويات التوتر لفترات طويلة، فقد تصبح تلك الحالة هي الطاغية على النفس مما يسبب اضطرابات عقلية وسلوكية.
مميزات وعيوب نمط البقاء
عندما تكون في حالة من الخطر، سيعمل جسمك على تركيز طاقته على الوظائف الأساسية اللازمة للبقاء، مثل القلب والدماغ. بينما يعد هذا النمط من الاستجابة مفيدًا لفترات قصيرة، إلا أن التعرض الدائم له يعكس مشكلة جادة يتمثل في التوتر المزمن.
فوائد نمط البقاء
- زيادة اليقظة والتركيز: في حالة الخطر، يعطي الدماغ الأولوية للتعامل مع التهديدات المباشرة ويزيد من مستوى التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة.
- تحسين الأداء البدني: تفاعل الجسم مع هرمونات التوتر قد يمكن الأشخاص من أداء مهام خارقة، كما في حالات الطوارئ.
- إدارة التوتر على المدى القصير: قد يساعد نمط البقاء العديد من الأفراد على التعامل مع المواقف الصعبة في اللحظات الحرجة.
مشكلات نمط البقاء
- تطور القلق المزمن: إذ أن الاستجابة الدائمة للإجهاد تؤدي إلى حالة من القلق المزمن.
- تراجع القدرات المعرفية: مثلما يؤثر الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، سلبًا على الذاكرة واتخاذ القرارات.
المجمل النهائي
بينما يعتبر نمط البقاء استجابة طبيعية وضرورية في مواجهة التهديدات، إلا أنه حينما يصبح نمط حياة مستمر، قد يتسبب في ضرر كبير للصحة النفسية والجسدية. لذا فإن الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر تعتبر ضرورية؛ من الضروري النظر في فعالية هذه الاستراتيجيات لتحسين جودة الحياة، لأن الاستجابة للبقاء ليست كافية للحياة في سلام.
لذا، ينبغي لك أن تدرك أن التوازن بين التفاعل مع التهديدات والحفاظ على صحتك النفسية هو مفتاح الحياة الجيدة.