اكتشاف مذهل: دواء معروف لعلاج التصلب المتعدد يحسن صحة القلب ويعزز وظيفة العضلة بعد الإصابة!

التقدم الطبي في علاج القلب
اكتشافات معهد وايزمان
في أواخر الستينات، تمكن ثلاثة من الباحثين في معهد وايزمان للعلوم من تطوير مواد تشبه البروتينات أطلقوا عليها اسم الكو بلمرات. كان هؤلاء العلماء، وهم البروفسور مايكل سلا، والبروفيسورة روث أرنون، والدكتورة دفورا تيتل باوم، يعتقدون أن هذه المواد ستسبب مرضًا مشابهًا لـ التصلب المتعدد في الحيوانات المخبرية.
نتائج غير متوقعة
بدلًا من التسبب في المرض، اكتشف العلماء أن الكوبلمرات تعالج المرض، مما أدى إلى تطوير دواء معروف باسم كو باكسون. بعد أكثر من خمسين عامًا، نشرت دراسة جديدة في Nature Cardiovascular Research تتحدث عن تأثير كو باكسون في تحسين وظيفة القلب بعد التعرض لأزمة قلبية.
كيف يحدث النوبة القلبية؟
تحدث النوبة القلبية عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب. إذا لم يتم استعادة هذا التدفق بسرعة، تبدأ خلايا العضلة القلبية بالموت. على عكس العضلات الهيكلية التي يمكن أن تتعافى دون أن تترك ندوبًا، فإن خلايا العضلة القلبية لا تتجدد أو تحل محل الخلايا الميتة بكتلة عضلية جديدة.
النتائج المخبرية
الباحثون عالجوا الفئران التي تعرضت لنوبات قلبية عبر حقن كو باكسون بشكل يومي. وكشفت الفحوصات الطبية أن العلاج حسن من أداء القلوب المتضررة بشكل ملحوظ، مما جعل غرف القلب تضخ المزيد من الدم إلى الشرايين الكبيرة مع كل نبضة. كما أظهرت النتائج أن منطقة الندب في الفئران المعالجة كانت أصغر بكثير مما كانت عليه في الفئران غير المعالجة.
استجابة الجهاز المناعي
العقود الأخيرة أظهرت أن استجابة الجهاز المناعي للإصابات القلبية ترتبط بشكل مباشر بتعافي القلب. لكن عندما تصبح هذه التفاعلات الالتهابية مزمنة، فإنها تؤدي إلى تفاقم الضرر والإصابة بالفشل القلبي. كو باكسون أظهر فعالية في تعديل تكوين خلايا الجهاز المناعي وبالتالي كبح الالتهاب، مما دفع العلماء للتحقق من إمكانية استخدامه لتحسين التعافي من النوبات القلبية.
دراسة على الفئران
في أحدث دراساتهم، أجرى الباحثون تجربة الحقن بخاصية كو باكسون في فئران تعرضت لنوبات قلبية، وأظهرت النتائج تحسنًا في وظيفة القلب بنسبة تصل إلى 30% من حيث كمية الدم التي يدفعها القلب مع كل نبضة. حتى عندما بدأ العلاج بعد 24 إلى 48 ساعة من الإصابة، أثبت العلاج فعاليته.
الخطوات القادمة
الخطوة التالية تشمل اختبار العلاج في نموذج من الفئران بعد مرور شهر على النوبة القلبية، حيث ظهرت تحسنات ملحوظة في القدرة على ضخ الدم وتحسين وظائف العضلة القلبية في الأشهر التالية للعلاج.
الأثر المحتمل
نقاط مفاجئة في النتائج تظهر أن العلاج لم يؤثر فقط على تكوين خلايا الجهاز المناعي، بل ساهم أيضًا في حماية خلايا العضلة القلبية نفسها. وكشف الباحثون أنه يمكن كو باكسون من منع الانقسام الخلوي في الأنسجة الليفية، وتحفيز نمو الأوعية الدموية الجديدة.
التطبيقات السريرية
في ضوء النتائج المحورية، تعاون العلماء في معهد وايزمان مع مستشفى هداسا لإجراء دراسة سريرية جديدة لفحص فعالية حقن كو باكسون في مرضى يعانون من فشل قلبي. رغم أن نتائج هذه الدراسة لم تُنشر بعد، إلا أن المتوقع أن تظهر تحسنًا سريعًا في المؤشرات الطبية للاحتقان والضرر القلبي.
الختام
كو باكسون يمثل خطوة هامة في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لأمراض القلب، مما يعد بإمكانية معالجة حالات مرضية شائعة وبأسلوب فعال يدعم البحوث المتعلقة بالعلاجات الدوائية القائمة.