طلع البدر علينا

فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، دعونى أقول: عذراً سيدى رسول الله، تقول لأصحابك اشتقت لأحبابى، وهم الذين آمنوا بك ولم يروك، وممن يزعمون أنهم أحبابك من ينكر علينا الاحتفال بذكرى ميلادك، فأسأل الله ان يأتى اليوم الذى تحتفل فيه الدنيا كلها بمولدك كأعظم إنسان فى الوجود، وفتش فى صحة إيمانك إذا لم تقل آمبن.
فمع ظهور حلوى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف فى الأسواق، تجد أن أعظم ما يؤرق عامة الناس ليس ارتفاع أسعار الحلوى، وإنما تضارب الفتاوى حول مشروعية الاحتفال بذكرى المولد الشريف وكيفية الاحتفال، بل إن البعض يفتى بحرمة الاحتفال، بل حرمة شراء الحلوى قى هذه الأيام!!.
ويطيب لى فى هذا المقام أن أذكر أكثر من دليل على جواز الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى، وأولها ربما لم يقل به أحد ممن قرأت لهم على كثرتهم، ألا وهو: عدم إنكار النبى – صلى الله عليه وسلم – على أهل المدينة احتفالهم به حين قدم عليهم مهاجراً بدينه، وقد أبدوا مظاهر مختلفة للحفاوة والفرحة والاحتفال، وأنشدوا: “طلع البدر علينا” فلم ينكر عليهم رسول الله، ولم يقل لهم كفوا عن هذا فليس ذلك من الدين.
والحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، قال في كتابه (مورد الصادي في مولد الهادي): “قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه جاريته ثويبة سرورًا بميلاد النبي”، ثم أنشد:
إذا كان هـذا كافرًا جـاء ذمه
وتبت يـداه في الجحـيم مخلدًا