هل تعلم أن 18% من النساء يعانين من الصداع النصفي؟ اكتشف الأسباب و6 نصائح فعالة للوقاية!

يُعرف الصداع النصفي بأنه اضطراب عصبي يميز بحدوث نوبات متكررة من آلام الرأس الشديدة، مرفقة عادةً بشعور بالغثيان والحساسية تجاه الأضواء والأصوات. تؤثر هذه الحالة على ملايين الأشخاص حول العالم، وقد تستمر أعراضها لفترة تتراوح بين ساعات معدودة إلى عدة أيام.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الصداع النصفي يُعتبر بين أكثر الاضطرابات شيوعًا في الجهاز العصبي، حيث يعاني حوالي 50% من البالغين من نوبة واحدة على الأقل في السنة. وقد تم تصنيفه كـمرض مزمن، ويعتبر سادس سبب للإعاقة على مستوى العالم. تدل الأبحاث بين عامي 1990 و2016 في 195 دولة على أنه السبب الثاني الأكثر شيوعًا لفقدان القدرة على العمل أو ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
لذا، يتم الاحتفال بـاليوم العالمي للعمل ضد الصداع النصفي في 12 سبتمبر من كل عام، بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالة، وتعزيز التشخيص المبكر، وتحسين العلاجات المتاحة للمتألمين.
تشير الأبحاث إلى أن هذه الحالة تترتب على تفعيل آلية في الدماغ، تؤدي إلى إفراز مواد التهابية تسبب الألم حول الأعصاب والأوعية الدموية في الرأس. تزداد حالات الصداع النصفي شيوعًا بين الأشخاص في الأعمار ما بين 20 إلى 40 عامًا وعادة ما تبدأ في مرحلة المراهقة. وتظهر الإحصائيات أن 75% من المصابين هم من النساء، مما يعكس التأثير الهرموني.


تحدث الدكتور دانيال جيسترو (MN 97150) من قسم الأعصاب في مستشفى العيادات، حيث أشار إلى أن هناك عادة انخفاض في التشخيص الدقيق للصداع النصفي. وأوضح أن أكثر من 90% من الناس قد تعرضوا لصداع في مرحلة ما من حياتهم، لكن ذلك لا يعني أنهم حصلوا على العلاج المناسب.
وفقًا لما أشار إليه الخبير، تظهر الدراسات أن 40% فقط من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يحصلون على تشخيص، ومن بينهم 26% فقط يبدأون العلاج المناسب.
وذكر الخبير بعض المحفزات التي قد تزيد من شدة هذا الضيق الشديد، مثل الاستخدام المتكرر للأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، الضوضاء في المدن الكبرى، التوتر، والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة.
كما حذر جيسترو من أن أحد العوامل الأساسية التي تجعل الصداع النصفي يصبح مزمنًا هو الزيادة في تناول المسكنات، حيث يعتبر استهلاك أكثر من 15 يومًا في الشهر من المسكنات العادية، أو أكثر من 10 أيام في الشهر من المسكنات الخاصة مثل التريبتان أو الإرغوتامين.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟


يمكن أن تظهر حالات الصداع النصفي علامات تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب. ومن الأعراض التي يجب الانتباه إليها والتي تتطلب فحصًا طبيًا:
- صداع مفاجئ وشديد.
- صداع يؤثر دائمًا على نفس جانب الرأس.
- صداع مرتبط بألم في أحد العيون.
- صداع يسبقه اضطرابات بصرية.
- خدر أو تنميل في أحد أجزاء الجسم.
- صعوبات في الكلام (أورة).


الحالات التي تتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً تشمل أيضًا الأعراض التالية:
- نوبات مصاحبة للارتباك أو الإغماء.
- زيادة في تواتر أو مدة الصداع.
يوصي جيسترو المرضى بأن يزوروا الطبيب إذا لاحظوا أن عدد الأيام التي يعانون فيها من الصداع شهريًا يتجاوز العدد المعتاد (حيث يُعتبر 3 إلى 4 نوبات في الشهر مع استجابة جيدة للمسكنات معقولة). ويُنصح أيضا بتجنب خطر تطوير صداع ناتج عن فرط استخدام المسكنات.
أنواع العلاجات للصداع النصفي


تتضمن علاجات الصداع النصفي مجموعة متنوعة من الأساليب التي تهدف إلى تخفيف الأعراض الحادة ومنع حدوث نوبات مستقبلية. حسب منظمة الصحة العالمية، فإن العلاج الصحيح يتطلب تدريبًا مناسبًا للأطباء المعنيين وتوفير أدوية فعالة. كما يُوصى بإجراء تعديلات بسيطة في نمط الحياة وتثقيف المرضى حول حالهم.
التقليل من الاعتماد المفرط على المسكنات هو أحد الجوانب المهمة، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم حدة حالات الصداع النصفي على المدى الطويل. وتساعد العلاجات الوقائية في السيطرة على حدة وتواتر النوبات.


وأوضح جيسترو أن بعض الأدوية مثل مشتقات الإرغوتامين، التي يُنظر إليها على أنها محفزات للأوعية الدموية، تؤدي دون إشراف طبي إلى مخاطر كبيرة كارتفاع ضغط الدم ونوبات نقص تروية قلبية وسكتات دماغية.
في ختام حديثه، أكد بأن العلاج يجب أن يهدف إلى تقليل تناول الأدوية المسكنة إلى مستويات مقبولة، حيث يُفضل عدم تناول المسكنات أكثر من عشرة أيام في الشهر. كما أكد أن الأطباء يستخدمون أدوية معينة تعمل كمنظمات للألم، للمساعدة في تقليل حدة الأعراض تدريجيًا.
نصائح عملية لإدارة والوقاية من نوبات الصداع النصفي


رغم أن الصداع النصفي ليس له علاج نهائي، إلا أن هناك طرقًا للتعامل مع ومنع تلك النوبات، مما يتيح تعزيز جودة الحياة. فيما يلي بعض النصائح العملية التي قدمها خبير من مستشفى العيادات لتحسين السيطرة على نوبات الصداع النصفي:
- تدوين السجلات. يمكن أن يساعد كتابة تواريخ الصداع، ومدته، والأدوية المستخدمة على التعرف على الأنماط. يُنصح بزيارة الطبيب إذا كانت هناك أكثر من أربعة أيام في الشهر تحتاج إلى علاج للصداع النصفي.
- تجنب تناول الأدوية بشكل زائد. يجب منع استخدام المسكنات بشكل مفرط، نظرًا لأن تناولها أكثر من 10 أيام في الشهر يزيد خطر تحول الصداع النصفي إلى حالة مزمنة.
- استمرار نظام غذائي معتدل. ينبغي تناول وجبات خفيفة كل ثلاث ساعات لتجنب فترات من الجوع الطويلة التي قد تحفزtrigger نوبات الصداع.
- الانتظام في النوم. من الأفضل النوم في نفس الأوقات كل ليلة لكي يتجنب الشخص اضطراب أنماط النوم، مما يساعد على الوقاية من نوبات الصداع.


- ممارسة الرياضة بانتظام. إجراء تمارين هوائية يومية، مثل المشي أو ركوب الدراجة، يمكن أن يساعد على خفض تكرار وشدة نوبات الصداع النصفي.
- تحديد المحفزات المرتبطة بالنوبات. من الجيد الانتباه إلى ما إذا كانت هناك أغذية أو مشروبات أو عوامل أخرى، مثل التوتر أو الأضواء الساطعة أو الضجيج، تسبب النوبات لمحاولة تجنبها.
- زيارة الطبيب. من الضروري استشارة مختص إذا كانت الصداع النصفي تؤثر على الحياة اليومية أو تزداد تواترًا، لأن العلاج المناسب يمكن أن يساعد على إدارة الأعراض وتقليل شدة النوبات ومنع تحولها إلى حالة مزمنة.