اكتشاف داء السكري من النوع 2: كيف يمكن تحليل الصوت تحديده بدقة تصل إلى 90%؟

استخدام تحليل الصوت في الكشف المبكر عن داء السكري من النوع الثاني

دراسة حديثة تلقي الضوء على تقنية مبتكرة

في دراسة جديدة سيتم الإعلان عنها خلال الاجتماع السنوي لجمعية السكر الأوروبية (EASD) في مدريد، بين 9 و13 سبتمبر 2024، تم الإشارة إلى إمكانية استخدام تحليل الصوت للكشف عن حالات داء السكري من النوع الثاني (DT2) التي لم تُشخّص بعد، كما تم نشر النتائج في مجلة ‘Diabetología’.

تحسين طرق الكشف عن داء السكري

أوضح الباحث الأول، أبير البجي، من المعهد الصحي في لوكسمبورغ، أن معظم الطرق التقليدية لتشخيص داء السكري من النوع الثاني تستغرق وقتاً طويلاً وغالباً ما تكون غازية، وتتم في المختبرات بتكاليف عالية. يضيف البجي أن دمج الذكاء الاصطناعي مع تقنية الصوت قد يساهم في جعل هذه الفحوصات أكثر سهولة ويسراً، مما يسهل من إمكانية الوصول للكثيرين. تعتبر هذه الدراسة بداية واعدة لاستعمال تحليل الصوت كوسيلة رائدة وفعالة للكشف عن داء السكري من النوع الثاني.

تفاصيل الدراسة وأساليب التنفيذ

اعتمدت الدراسة على تسجيلات صوتية لأشخاص حيث تم استخدام متوسط زمن قدره 25 ثانية من صوت المشاركين، مع بعض البيانات الصحية الأساسية مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم (IMC) وضغط الدم، لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي يستطيع التمييز بين الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني وغير المصابين، بدقة بلغت 66% للنساء و71% للرجال.

إحصائيات مقلقة حول داء السكري

تشير التقديرات إلى أن حوالي نصف البالغين المصابين بداء السكري، والذين يقدر عددهم بحوالي 240 مليون شخص حول العالم، لا يدركون أنهم مصابون بهذه الحالة، نظراً لأن الأعراض قد تكون غامضة أو غائبة تماماً. ويشكل داء السكري من النوع الثاني حوالي 90% من هذه الحالات. تُظهر الأبحاث أن الكشف المبكر والعلاج يمكن أن يسهمان في تقليل المضاعفات الخطيرة الناتجة عن هذه الحالة.

عينة البحث وطريقة التسجيل

تضمن البحث مشاركة 607 بالغين من المشاركين في دراسة “Colive Voice”، حيث كانوا إما مصابين أو غير مصابين بداء السكري من النوع الثاني. طلب منهم تقديم تسجيل صوتي بينما يقرؤون عبارات من نص محدد، عبر هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم.

تحليل البيانات والتقنيات المستخدمة

استند الباحثون إلى تحليل 607 تسجيلات صوتية لفحص ميزات صوتية مختلفة مثل التغييرات في النغمة والشدة واللحن. استخدموا تقنيتين متقدمتين: واحدة تستخرج حتى 6000 ميزة صوتية مفصلة، والأخرى تعتمد على تقنيات التعلم العميق التي تركز على مجموعة مختصرة من 1024 سمة أساسية.

دقة التحليلات وا implications

أظهرت النتائج الأولية للنماذج قدرتها التنبؤية العالية، حيث تمكنت من التعرف على 71% من حالات داء السكري من النوع الثاني في الرجال و66% في النساء. كانت الاستجابة للنموذج أفضل لدى النساء البالغات من العمر 60 عاماً أو أكثر، وكذلك لدى الأفراد الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع. كما حقق النموذج توافقاً بنسبة 93% مع الأداة المعتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للسكري لتقييم مخاطر داء السكري من النوع الثاني.

الحاجة إلى مزيد من البحث

بينما تعتبر النتائج مبشّرة، يؤكد المؤلف المساعد، الدكتور غاي فاجراظي، من معهد الصحة في لوكسمبورغ، على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والتحقق من النتائج قبل أن تسهم هذه الطريقة في الكشف عن داء السكري بشكل رئيسي وتساعد على تقليل عدد الحالات غير المشخصة. ويدعو الباحثون إلى التركيز على حالات داء السكري في مراحله المبكرة ومرحلة ما قبل السكري كمحطة قادمة.

من خلال هذه الدراسة، قد تسهم تقنية تحليل الصوت في تحديث الآليات الصحية التي تهدف إلى اكتشاف داء السكري، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين مستوى الرعاية الصحية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى