ياسمينة تحاور المصممة سلمى زهران: بين التراث والحداثة تروي تصاميمي قصة الهوية والمملكة تدعمني لأصل للعالمية

شهد عالم الموضة في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد عدد المصممين المحليين الذين يتمتعون برؤى مبتكرة نجحوا من خلالها في ترك بصماتهم على الساحة العالمية.

من بين هؤلاء المصممين السعوديين المبدعين تبرز سلمى زهران، التي تُعد إحدى الشخصيات الرائدة في مجال تصميم الأزياء في المملكة.

سلمى زهران، التي بدأت مسيرتها في عالم الموضة بشغف وحب للإبداع، استطاعت من خلال تصاميمها الفريدة والمبتكرة أن تجمع بين الأناقة العصرية والتراث السعودي الأصيل، حيث تنطلق زهران من إيمانها بأن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل هي وسيلة للتعبير عن الهوية والثقافة والتميز، وهذا ما يعكسه كل تصميم من تصاميمها التي تمتاز بالدقة في التفاصيل والجودة في التصنيع.

عبر مشاركتها في العديد من العروض خصوصاً الموسم الأول من أسبوع الموضة في الرياض بنسخته الأولى، وانجذاب نجمات عالميات لتصاميمها، أثبتت سلمى زهران قدرتها على المزج بين الطابع التقليدي والعصري، مما جعلها واحدة من أبرز الأسماء السعودية في هذا المجال.

تٌحاور ياسمينة مصممة الأزياء السعودية سلمى زهران، لتخبرنا الكثير من التفاصيل الخاصة والمُشوقة عن حياتها المهنية وحبها للموضة، وتأخذنا في رحلة في عالم تصاميمها المميزة.

كانت بدايتي في عالم التصميم أو عالم الأزياء منذ صغري، حيث كانت والدتي عاشقة للموضة أيضاً، وغالباً ما كنت أشاهد أفلام ديزني التي بها تصاميم الفساتين الأنيقة التي لطالما سحرتني بدقتها وتنوعها، ومن هٌنا بدأ شغفي بعالم الموضة.

وعندما كنت أبحث عن دراسة تتعلق بالتصميم، لم يكن هذا المجال منتشراً في السعودية كما هو الآن، لذا كان علي أن أبحث كثيراً للدراسة خارج البلاد، ورغم أن أهلي كانوا منفتحين، كان من الصعب السفر لتلقي التعليم، ولكنني حاربت حتى أحصل على طلبي، وبالفعل نجحت وحصلت على منحة من السعودية، والتحقت باختصاص الحاسب الآلي بسبب عدم وجود مجالات تصميم الأزياء في اللوائح، وهناك حاربت مع الملحقية في واشنطن حتى حصلت على منحة لدراسة التصميم والأزياء، وكنت أنا وعدد قليل من الزملاء، ضمن أول دفعة تخرجت في المجال، حيث درست في Miami International University of Art and Design.

وفي خصوص أوّل تصميم صنعته، كان تصميماً خاصاً بي، قمت بارتدائه في أفراح أحد أفراد العائلة، ونال إعجاب الكثيرين، وبعد دراستي، انطلقت لإنشاء علامة الأزياء الخاصة بي وأسميتها DAZLUQ.

وزارة الثقافة اختارتني للمشاركة، وكان لي شرف عظيم أن أكون ضمن النسخة الأولى من حدث عظيم مثل أسبوع الموضة في الرياض، حيث قدَّمت مجموعة متنوعة وفاخرة من التصاميم، عكست الهوية الخاصة بعلامتي التي تتبع الأسلوب الكلاسيكي وتركز على الأقمشة، كالفساتين باللونين الأبيض والأسود التي طغت على المجموعة آنذاك، والبدلات الكلاسيكية الفاخرة، مع قصّات منضبطة تبرز أنوثة المرأة.

وبخصوص أسبوع الرياض للأزياء في موسمه الثاني، مع الأسف لن يكون لي مشاركة فيه، ولكننا سنواصل المشاركة في العروض القادمة التي ستلي هذه النسخة.

أما بالنسبة إلى أسابيع الموضة العالمية، فأنا أسعى للمشاركة فيها، خصوصاً وأن علامتي DAZLUQ لديها هذا الطابع ولطالما أركز على اعتماد موديلات تصل للمرأة العربية والعالمية، وبفضل دعم المملكة آمل أن أصلها وأعرض تصاميمي فيها.

لا أخطط للأمر بشكل مدروس، بقدر ما يكون عبارة عن إلهام وتحدٍّ، بمعنى أنه فجأة يأتيني الإلهام من موقف، حدث ما، أو مناسبة، فيثبت في رأسي وأبدأ العمل والرسم والتخطيط، وفي النهاية أحصل على مجموعة مميزة وغير تقليدية.

صراحةً، السؤال صعب للغاية، ومن الممكن أن أطرح هذا السؤال على زوجي لأعرف إجابته، ولكنني أحاول بقدر المستطاع أن أوازن بين كل أموري. أحاول العمل بجد حتى أتمكن من تخصيص الوقت للمنزل، ولزوجي، ولعائلتي. ولكن لا أخفيكِ أن الأمر ليس سهلاً، لكنني أبذل قصارى جهدي لتحقيق هذا التوازن، خصوصاً وأن عالم الموضة والتصميم أصبح متطوراً بشكل كبير في المملكة، وتسعى الدولة لدعمنا بشكل واضح. ولكي أكون صادقة أكثر معكِ، أنا أحصل على دعم كبير من زوجي وعائلتي، وهذا أمر أشكر الله عليه.

نعم، بالطبع.. أرتدي دائمًا من تصاميمي لأنني أشعر بأنها تعكس شخصيتي، فهي جزء مني وتناسبني تمامًا.

وفي الحقيقة، ليس لدي علامات تجارية محددة أفضّلها، فأنا شخص منفتح للغاية فيما يخص الموضة، وأرتدي كل ما يناسبني ويجعلني أشعر بالراحة، ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو أن تكون القطعة مناسبة لي وتعكس شخصيتي وتكون ملائمة للمناسبة التي سأذهب إليها.

عملت مع العديد من المشاهير، مثل بعض نجوم بوليوود، كما تعاملت مع أمينة خليل ودرة زروق، وشيرين رضا.

كما تعاونت مع الممثلة الأميركية الإسترالية نيكي ويلهان Nicky Whelan، والممثلة الأميركية نيكي هيلتون Nicky Rothschild، والممثلة الأميركية فنتازيا، فقد كانت جميع تجاربي مع المشاهير ناجحة جداً، ولذلك لا أمانع تكرار العمل معنّ مرة أخرى.

وبالنسبة للنجمات اللواتي أودّ التعاون معهنّ في المستقبل، بالطبع أحب أن أعمل مع بيونسيه، جينيفر لوبيز، زندايا، وأفراد عائلة كارداشيان، وآمل أن يتم هذا التعاون قريبًا جدًا.

أما عن النجمات العربيات، فالقائمة تطول، لكن على سبيل المثال، أحب أن أتعامل مع النجمة اللبنانية ميريام فارس.

بالنسبة لمشاريعي القادمة، لا أستطيع الإفصاح عن الكثير منها في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إنني سأطلق منتجًا جديدًا “مصممًا بالكامل من قبلي” وسيكون متاحًا في السوق قريبًا.

وأود أن أضيف أن السوق السعودي قد لا يكون مشبّعًا بمثل هذه المنتجات بشكل كبير، لكنني أؤمن بأن علامتي التجارية ورؤيتي ستحدثان تأثيرًا مميزًا.

في الختام، قد يهمّك التعرّف على 4 مصمّمون عرب صاعدون… بعضهم وصل إلى العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى