اكتشاف مفتاح فعالية لقاحات VIH: 5 خطوات لتحسين الحماية ضد الفيروس

التحديات التاريخية في تطوير لقاح فيروس نقص المناعة

تعود صعوبة تطوير لقاح فعال ضد فيروس نقص المناعة البشري (HIV) إلى الطبيعة المتغيرة للفيروس، الذي يمتلك القدرة على التحور بسرعة، مما يجعل استجابة الأجسام المضادة التي تولدها اللقاحات غير فعّالة. قبل عدة سنوات، أظهر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن administering سلسلة من الجرعات المتزايدة من لقاح HIV على مدى أسبوعين يمكن أن يساعد في مواجهة هذا التحدي من خلال تعزيز إنتاج الأجسام المضادة المحايدة. ومع ذلك، فإن استخدام نظام متعدد الجرعات في فترة زمنية قصيرة يتسم بعدم الجدوى بالنسبة لحملات التطعيم واسعة النطاق.

إنجازات جديدة في البحث عن لقاح فعال

في دراسة جديدة نشرت في مجلة “ساينس إيمونولوجي” المعتبرة، استطاع الباحثون اكتشاف أنه يمكنهم تحقيق استجابة مناعية فعالة من خلال تناول جرعتين فقط، تفصل بينهما أسبوع واحد. الجرعة الأولى، والتي تكون أقل بكثير، تعمل كتمهيد لجعل النظام المناعي أكثر استجابة للجرعة الثانية، التي تكون أكبر. هذا الاكتشاف يعيد صياغة الفهم التقليدي لمتطلبات القاحات ضد الفيروسات سريعة التحور.

الأساليب المتقدمة في تطوير اللقاحات

اعتمدت هذه الدراسة على مزيج من النماذج الحاسوبية والتجارب التي أجريت على الفئران، باستخدام بروتين غلاف فيروس HIV كلقاح. النسخة أحادية الجرعة من اللقاح قيد التجارب السريرية، وهناك خطط لإجراء دراسة إضافية تشمل مجموعة تتلقى اللقاح وفقًا لنمط الجرعتين. كما أوضح أروب تشاكرابورتي، أستاذ في معهد جون م. دويتش في MIT، أن “جمع العلوم الفيزيائية والبيولوجية قد ألقى الضوء على القضايا المناعية الأساسية التي تساعد في تطوير هذا النظام المكون من جرعتين لمحاكاة نظام الجرعات المتعددة”.

انتشار فيروس نقص المناعة وتأثير اللقاح

يصيب فيروس نقص المناعة نحو مليون شخص حول العالم سنويًا، وينبغي أن نأخذ بالاعتبار أن بعض هؤلاء الأفراد ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات. لقاح فعال يمكن أن يساهم في الحد من الإصابات، وهو أحد أكبر التحديات التي تواجهها العلوم الطبية اليوم. لقاح واعد يجري اختباره حاليًا يعتمد على بروتين HIV جنبًا إلى جنب مع جزيئات نانوية تزيد من استجابة خلايا B للقاح بشكل فعّال.

الفهم العميق لاستراتيجية التطعيم

على الرغم من أن هذه التجارب تشمل عادةً إعطاء الجرعة الواحدة، إلا أن الأدلة المتزايدة تشير إلى فعالية الأنظمة التي تعتمد على تناول عدة جرعات في تعزيز إنتاج الأجسام المضادة القابلة للتعرف بشكل واسع. يعتقد الباحثون أن نظام السبعة جرعات يعمل بشكل جيد لأنه يحاكي الاستجابة المناعية الطبيعية عندما يتعرض الجسم لفيروس، حيث يتفاعل النظام المناعي بقوة كلما زادت كمية الأنتيجينات (البروتينات الفيروسية) الموجودة في الجسم.

اتجاهات البحث المستقبلي في اللقاحات

في هذا السياق، بحثت مجموعة MIT في كيفية تطور هذه الاستجابة المناعية، وكان الهدف من تلك الدراسة هو تحديد ما إذا كان بالإمكان تحقيق نفس التأثير من خلال تقليل عدد الجرعات. كما اعترف بهاجشاندانين، أحد مؤلفي الدراسة، بأنه “لا يمكن الاعتماد على نظام السبعة جرعات بشكل مستدام لحملات التطعيم الموجهة على نطاق واسع”، مما يبرز ضرورة العثور على العناصر الأساسية التي تحقق النجاح في زيادة الجرعات لاستكشاف الإمكانيات التي تسمح بتقليل عدد الجرعات اللازمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى