“حرب خفية” في لبنان.. إقرأوا ما قيلَ عن “أخطر معركة” في العالم!

وكتب جيف روغ -وهو باحث أول في “معهد الأمن العالمي والوطني” بجامعة جنوب فلوريدا- في مقال بمجلة “ناشونال إنترست” الأميركية أن العالم شهد للتو واحدة من أكثر العمليات الاستخبارية “المذهلة” في التاريخ، في إشارة إلى حوادث انفجار أجهزة النداء الآلي (البيجر) في لبنان الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
ضمن أسرار الدولة
ويُعرِّف الكاتب العمل السري بأنه “عملية من المفترض أن يبقى دور الجهة الراعية لها مخفيا أو لا يُعترف به”.
وأوضح أن الدول عادة ما تستخدم العمل السري في المواقف التي لا تستطيع فيها تحقيق أهدافها من خلال تدابير علنية أو حيث يكون خطر تحمل المسؤولية عن عملية ما كبيرا للغاية.
والعمل السري، برأي روغ، ذو قيمة خاصة عندما تنفذ الدول عمليات يمكن اعتبارها أعمال حرب، مثل الهجمات القاتلة داخل الحدود السيادية لدولة أخرى.
وتأتي هذه العملية السرية الأخيرة -وفق المقال- في أعقاب عملية أخرى استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية الذي اغتيل هو وحارسه الشخصي في العاصمة الإيرانية طهران في تموز الماضي.
تراجع إيران
ولعل من المفارقة ومن غير المنطق، في اعتقاد روغ، أن ترد إيران بالقوة العسكرية العلنية بشكل مباشر على هجوم إسرائيلي غير معترف به. ورغم كل شيء، فقد “تبوأت” إيران إلى حد كبير موقعها الحالي من القوة في الشرق الأوسط بأعمالها السرية عبر وكلائها في المنطقة.
ولا يخلو العمل السري من مخاطر، فهي دائما حاضرة في كل العمليات السرية، كما يؤكد روغ الذي أشار إلى أن الطرف المستهدف بالعملية السرية في كثير من الأحيان يرد بعملية مماثلة ضد الطرف الآخر، ما يؤدي إلى “حرب خفية” كتلك التي تدور حاليا في الشرق الأوسط.
وفضلا عن ذلك، فإن التكنولوجيا والتسريبات والمعلومات الاستخباراتية المفتوحة المصدر جعلت من الصعب إخفاء يد الفاعل الذي يقوم بعملية سرية، ومن ثم أصبح من السهولة بمكان توجيه اللوم، لكن ذلك لا يعد دليلا أو اعترافا بالمسؤولية بقدر ما قد يبدو “دفاعا ضعيفا”.
لا غنى عنه
كذلك، فإنّ الولايات المتحدة لعبت دوراً في الحرب الخفية في الشرق الأوسط من خلال انخراطها مع إسرائيل في العمليات السرية التي تستهدف إيران وحزب الله.
ويخلص روغ إلى أن حزب الله قد يشعر الآن بأنه مضطر إلى الرد بطريقة تدفع نحو الحرب الإقليمية التي ظلت كل الأطراف تتجنبها. (الجزيرة نت)