اكتشاف مذهل: جهاز تخزين لا يُقهر بسعة 360 تيرابايت من خلال بلورة الكوارتز!

ابتكار ذكي في عالم التخزين: تحول الكوارتز إلى ذاكرة دائمة

تقنية متقدمة من جامعة ساوثهامبتون

قام مجموعة من الباحثين بجامعة ساوثهامبتون البريطانية بابتكار مذهل، يتمثل في جهاز تخزين جديد يتمتع بسعة هائلة تصل إلى 360 تيرابايت، مستفيدين من خصائص لا تصدق للكوارتز. يعتمد هذا الابتكار على تحويل بلورة الكوارتز إلى وحدة تخزين غير تقليدية.

ذاكرة لا تهزم

تتميز هذه الذاكرة القوية بقدرتها على تحمل ظروف قاسية للغاية، حيث يمكنها مواجهة درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، بجانب التعرض للإشعاعات الكونية والضغوط الشديدة. يُعتبر هذا الجهاز ثورة في مجال التخزين، حيث يعد أكثر مقاومة للعوامل البيئية المعروفة.

كيفية عمل الذاكرة 5D

تمت تسميتها بـ “الذاكرة 5D”، وتتضمن نظام تخزين يدمج بين بُعدين بصريين وثلاثة إحداثيات مكانية. هذا النظام يسمح بتخزين معلومات ضخمة بشكل غير مسبوق، مما يجعل سعة التخزين تصل إلى 360 تيرابايت، مما يعادل تخزين الخريطة الجينية لجميع أشكال الحياة على كوكب الأرض.

مستقبل واعد للعلوم الحيوية

يأمل الباحثون أن يمهد هذا الإنجاز الطريق لتحقيق مستقبل علمي يتسم بإمكانية استعادة الحياة من خلال استخدام الحمض النووي فقط. ففي حال تم تخزين الجينوم في هذا الكريستال المتين، فإنه يمكن أن يكون بداية لمشاريع تعيد الحياة للفصائل المهددة بالانقراض وتساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي يتعرض للخطر نتيجة للتغيرات المناخية.

مفاتيح المعلومات داخل الكريستال

وصف البروفيسور بيتر كازانسكي، المدير المسؤول عن هذا البحث، أن “المفتاح البصري” الذي تم إدراجه داخل الكريستال يمكن أن يكشف عن نوع البيانات المخزنة وكيفية استخدامها. هذا المفتاح يتضمن التصاميم الأساسية للجزيئات المكونة للحمض النووي، مما يشير إلى كيفية تشكيلها للبنية الحلزونية الشهيرة.

خطوات نحو المستقبل: التحفظ على الجينوم

في خطوة رائدة، قام الباحثون بتخزين النسخة الأولى من المعلومات الجينومية في منطقة تحت الأرض داخل منجم ملح في هالتشتات (النمسا)، الذي يُعتبر مكانًا مخصصًا لحفظ سجلات الحضارة الإنسانية. هذا الإجراء يفتح المجال لمناقشات حول كيفية استخدام هذه البيانات في المستقبل، ومدى إمكانية عودة الحياة إلى الكائنات من جديد اعتماداً عليها.

الوعي والاعتبارات الأخلاقية

يمثل هذا الاكتشاف خطوة ثورية في مجال تخزين المعلومات، حيث قرر المخترعون مشاركة تصميم الجهاز بشكل مفتوح للدفع نحو تحسينه والمزيد من الأبحاث. تساؤلات مختلفة تطرح نفسها: ماهي المعلومات التي تستحق الحفظ لملايين السنين؟ ومن سيكون لديه القدرة على فك تشفير المعلومات التي نحتفظ بها اليوم؟ كل هذه المخاوف والتساؤلات تثير نقاشات أخلاقية وعلمية ولا بد من معالجتها في المستقبل.

ما ينتظرنا في الأفق

يعد هذا الكريستال القوي بداية لعصر جديد في كيفية تخزين وحماية كميات هائلة من المعلومات. إن التطور الذي نشهده في هذا المجال قد يُحدث فارقاً كبيراً في كيفية حفظ المعرفة الإنسانية، مما يفتح الأبواب أمام المستقبل المليء بالفرص والتحديات في ذات الوقت.