هل تخلت إيران عن “حزب الله”.. تقرير لـ”Financial Times” يكشف

ذكرت صحيفة “The Financial Times” البريطانية أن “إيران سارعت إلى طمأنة حزب الله بشأن التزامها تجاهه بعد حالة من عدم الارتياح بين صفوفه بسبب ضبط النفس الذي تمارسه طهران في مواجهة العمليات الإسرائيلية العدوانية بشكل متزايد في لبنان. وقال مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني الإصلاحي الذي تولى منصبه في تموز، إن بلاده تريد أن تدخل “عصرًا جديدًا” من السياسة الخارجية وتعيد التواصل مع الغرب من أجل تخفيف العقوبات على الجمهورية الإسلامية وإصلاح الاقتصاد. وتعتقد إيران أن تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف، على الرغم مما وصفه بزشكيان بـ”الفخاخ” الإسرائيلية لإغراء طهران بالحرب”.

Advertisement










 

ورأت الصحيفة أن “قرار إسرائيل بتصعيد هجومها ضد حزب الله أصبح الاختبار الأكبر حتى الآن لمدى قدرة النظام الإيراني على متابعة هذا التكتيك الجديد. لقد اضطرت طهران إلى إرسال مبعوثين إلى بيروت لتهدئة المخاوف من تخليها عن حزب الله، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، في أعقاب سلسلة من الضربات المدمرة بما في ذلك الغارات الجوية الإسرائيلية الأكثر دموية في لبنان منذ عقود.وقال أحدهم للصحيفة إن طهران تعمل على “تهدئة مخاوفهم”، مؤكداً أن قرار إيران بعدم التدخل لدعم حزب الله يخدم أغراضاً محددة قصيرة الأجل. وقال المصدر المقرب من الإصلاحيين: “إن ما نشهده الآن هو تحول في التكتيكات وليس تغييراً في استراتيجيتنا الأساسية تجاه محور المقاومة. ومن المحتم أن يتم تنحية بعض القضايا المهمة جانباً لصالح قضايا أكثر إلحاحاً، ولو مؤقتاً على الأقل. وهذا هو الثمن الذي تدفعه عندما تعدل نهجك في المعركة”.”

 

وبحسب الصحيفة، “أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء القوات الإسرائيلية بالاستعداد لهجوم بري محتمل ضد حزب الله في لبنان، بعد آلاف الضربات على أهداف للحزب وعدة اغتيالات لزعمائه. شعر بعض أفراد قاعدة دعم حزب الله وخارجها بإحساس مخيف بالتخلي من جانب إيران. وقال أحد أنصار حزب الله في بيروت: “لماذا لا يبذل الإيرانيون المزيد من الجهد لمساعدتنا؟ نحن إخوة عندما يحتاجون إلينا، ولكن أين هم عندما نحتاج إليهم؟”

 

وتابعت الصحيفة، “في حين أن السياسات الخارجية والإقليمية الإيرانية الشاملة تقع تحت سيطرة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري القوي، فإن موقف بزشكيان التصالحي يشير إلى حدوث تغيير في الأولويات القصيرة الأجل في الجمهورية. لقد انخرطت إيران منذ فترة طويلة في حرب خفية مع إسرائيل من خلال محور المقاومة، الذي يضم حزب الله، والحوثيين في اليمن، والفصائل الشيعية العراقية وحماس. وفي حين يقول المطلعون على النظام إن الاستراتيجية الشاملة المتمثلة في قيادة ودعم المحور لا تزال دون تغيير، فقد سُمح لبزشكيان بمحاولة درء الحرب ومعرفة ردة الفعل في ما يتعلق بالمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وقال بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع إنه “مستعد للتعاون” مع الدول التي وقعت على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى