وارن بافيت يخطط لاسترجاع 142 مليار دولار: كيف وضع ماكينة قمار لزيادة مدخول أبنائه؟

وارن بافيت: مزيج من الثروة والتربية المالية الصارمة
وارن بافيت، أحد أغنى رجال العالم، حيث تُقدَّر ثروته بحوالى 142 مليار دولار أمريكي، معروف بخدماته الخيرية والتزامه الشديد بمبادئه المالية، خاصة فيما يتعلق بعائلته. بينما تبرع بمليارات الدولارات لدعم العديد من القضايا، تبقى رؤيته المالية صارمة للغاية، وهذا ما عايشته ابنته سوزي بشكل مباشر.
تجربة شخصية مع مفاهيم والدها المالية
في الفيلم الوثائقي الذي عرضته شبكة HBO بعنوان “Becoming Warren Buffett”، تستذكر سوزي موقفًا يعكس التوجه الصارم لوالدها. بعد ولادة ابنها، طلبت منه قرضًا بقيمة 41 ألف دولار لتحديث مطبخها. ومع ذلك، لم يُظهر بافيت أي تردد، بل اقترح عليها أن تذهب إلى البنك كما يفعل الجميع. على الرغم من الاندهاش الذي شعرت به في البداية، أدركت لاحقًا أهمية فلسفة والدها المالية.
قيم عائلية عميقة يتذكرها الأبناء
نشأت عائلة بافيت على أسس من الانضباط المالي الصارم، وهو شيء تتذكره سوزي ب fondness. كان والدها يُقدِّم لهم دروسًا غير تقليدية في التربية المالية، مثل تركيب آلة قمار في المنزل مما كان يُشعرهم بقيمة الأموال. كان بافيت يُعيد الأموال التي خسرها الأطفال من خلال فتح الجزء الخلفي من الآلة، في طريقة فريدة لتعريفهم بأهمية المال.
فهم رشيد لمبادئ الأب
رغم تجاربها، تؤكد سوزي أنّ والدها ليس بالشخص البخيل. حيث نمت في بيئة طبيعية تمامًا، حيث كان لديها مصروف شهري مخصص لأشياء طفولية بسيطة مثل الحلويات والمجلات. وفي حديثها مع وسائل الإعلام، أشارت كذلك إلى توافقها مع قناعات والدها حول مسألة الإرث، حيث ترى ضرورة عدم تحميل الأبناء بأموال كبيرة. قالت: “من غير المنطقي أن يترك لنا بكل بساطة 50 مليار دولار، فهذا أمر مُبالغ فيه”.
الأم ودورها في تعديل نهج الأب
مما لا شك فيه، أن بافيت ظل متمسكًا بمبادئه، ولكن سوزي تشير إلى دور والدتها في تخفيف حدّة التفكير عند والدها مع مرور الوقت. وتقول: “كانت والدتي دافعة أساسية تجعل والدي يخفف من بعض قسوته، حيث كانت تشجّعه دائمًا على أن يكون أكثر مرونة”. ومع تقدم الزمن، بدأت الأمور تتغير قليلاً، واعترف بافيت بأن أولاده هم كما هم، ولا يوجد ما يستدعي تغييره.
تأثير القيم المالية على الجيل الجديد
بغض النظر عن القيود التي وضعها على عائلته، تُشير سوزي إلى أن القيم التي غرسها والدها تركت أثرًا إيجابيًا في تشكيل شخصياتهم. وتُعبر عن إعجابها بنهج والدها في التعامل مع المال، حيث ترى أن هذا هو النهج الصحيح.
الاستمرار في تعليم قيم العمل والاعتماد على النفس
بينما يترأس بافيت شركة “بيركشاير هاثاوي” ويملك ثروة هائلة، لا يزال يُطبق نفس الدروس المالية التي يُعلمها للعامة على عائلته، مُبرزًا أهمية العمل الجاد والاكتفاء الذاتي. يظل بافيت رمزًا ليس فقط للنجاح المالي، ولكن أيضًا للقيم الأخلاقية والتربوية التي يمكن أن تُعزّز من جيل المستقبل.