خمسة اتجاهات ثورية تعيد تشكيل مستقبل الشبكات: اكتشف ما ينتظرك!

يمثل مفهوم الشبكات موضوعًا قد يثير بعض الالتباس، إذ يمتلك معنيين مختلفين. أولاً، يشير المصطلح بشكل شائع إلى تكوين شبكة من العلاقات الشخصية بين المهنيين، والتي تُبنى من خلال فعاليات أو أنشطة مختلفة. أما المعنى الثاني، والذي سيكون محور حديثنا، فيتعلق بربط اثنتين أو أكثر من الحواسيب أو أنظمة التشغيل أو أي نوع من الأجهزة الحاسوبية، بهدف تيسير تبادل البيانات والمعلومات.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن تطور الشبكات يعتبر العامل الأساسي الذي يضمن عمليات أكثر بساطة وأمانًا وقابلية للتوسع. التقرير الرائد اتجاهات الشبكات العالمية (GNTR) 2024 الذي أعدته شركة Cisco، يسلط الضوء على المجالات الاستراتيجية الأساسية التي تدفع نحو تحول الشبكات. وقد استند التقرير إلى استطلاع شمل 2000 محترف وقائد في تقنية المعلومات من 10 صناعات في 13 دولة، حيث تم تحديد أهم خمس اتجاهات في مجال الشبكات لهذا العام، والتي سنتناولها بالتفصيل فيما يلي.

1) إعادة تشكيل بنية الشبكات

تسهم المنصات الشبكية المدمجة في تغيير الطريقة التي تدير بها المنظمات بنيتها التحتية. هذه المنصات تعمل على دمج المجالات المختلفة وتبسيط العمليات، مما يعزز من المرونة الرقمية.

وفقًا لتقرير GNTR، 39% من المؤسسات قد اعتمدت هذه الأنواع من البنى في بعض مجالاتها، مما ساهم في تحسين الإدارة السحابية وتعزيز الأمن. ويبدو أن هذه الاتجاهات تدفع نحو الابتكار: حيث أبلغ 43% من الشركات عن تحسينات كبيرة في زمن تنفيذ الحلول التكنولوجية الجديدة.

2) دمج الشبكات مع الأمن

يظهر هذا العامل كأولوية رئيسية للعديد من المؤسسات في زمن التحول الرقمي. تمكن الدمج بين هذين المجالين من تقديم ردود فعل أسرع ضد التهديدات المختلفة، والتمتع بإمكانية وصول آمنة أكبر إلى التطبيقات المستضافة في السحابة.

ويعتبر 42% من المشاركين في الاستطلاع أن هذا الدمج يعد أساسياً لتحقيق أهدافهم التجارية واحتياجات تقنية المعلومات، بينما 29% منهم قاموا بمشاركة البيانات بين المجالين لتقليل المخاطر وتحسين الأداء.

3) دور الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات

يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي في أتمتة الشبكات خطوة ثورية في إدارة العمليات. 67% من الشركات اتخذت خطوات نحو اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي لتبسيط المهام وتعزيز الأداء، كما تستخدم نماذج تتنبأ بالمشاكل قبل حدوثها.

بالإضافة إلى ذلك، وُضع 34% من هذه المؤسسات مكافحة الأعطال الشبكية باستخدام الذكاء الاصطناعي كأولوية رئيسية للاستثمار، مما يعكس أهمية هذه الأدوات في تحسين البنية التحتية المعقدة.

4) تحديث مراكز البيانات لدعم الذكاء الاصطناعي

تشهد مراكز البيانات تحولًا كبيرًا كنتيجة للطلب المتزايد على دعم التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي: حيث إن ما يقرب من ثلث الشركات ستعطي الأولوية لهذا النوع من الاستثمار في الأشهر الـ 12 المقبلة.

التقنيات الحديثة مثل Ethernet المتقدم وInfiniBand تتيح إدارة الأحمال التشغيلية الأكثر كثافة، في حين أن مراكز البيانات الهجينة – التي تستضيف بالفعل 17% من هذه الأحمال – تساعد المنظمات في الحفاظ على مرونة وكفاءة بنيتها التحتية.

5) الاستدامة من خلال الشبكات

تلعب الشبكات دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الاستدامة، حيث تتيح إمكانية مراقبة وتحسين استهلاك الطاقة.

يعتقد 42% من الشركات أن الاستثمارات في الشبكات أساسية لتحقيق أهدافهم في تقليل انبعاثات الكربون، لكن 40% منهم يواجهون تحديات بسبب نقص الأدوات التي تقدم بيانات حية حول بصمتهم الكربونية. تساهم منصات الشبكات في جمع وتحليل هذه البيانات، مما يدفع نحو تحديث استخدام الموارد بكفاءة.

تُظهر الاتجاهات الخمس التي تم تحليلها في تقرير ترندات الشبكات العالمية 2024 أن الشبكات ليست مجرد مكون تكنولوجي، بل تعد عنصرًا استراتيجيًا في عملية التحول الرقمي. ستتمكن الشركات التي تتبنى هذه الاتجاهات، من خلال دمج المنصات الشبكية، والذكاء الاصطناعي، والحلول المستدامة، من مواجهة التحديات التي تحتمها البقاء في سوق يعمل بشكل متزايد نحو الرقمية والتنافسية.

تظهر الحاجة المتزايدة نحو الأمان وكفاءة العمليات والاستدامة كأحد أبرز مواضيع هذا العام، مما يعكس ضرورة التوجه نحو شبكات أكثر ذكاءً ومرونة وقابلية للتوسع لضمان النجاح على المدى الطويل.

(*) أنibal Bembenaste، مهندس حلول التعاون في OCP TECH

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى